بازگشت

احتجاجاته و أجوبته في مسائل شتي


3- قال الحافظ أبوبكر الخطيب البغدادي: أخبرني الأزهري، حدثنا



[ صفحه 202]



أبوأحمد عبيدالله بن محمد المقرئ، حدثنا محمد بن يحيي النديم، حدثنا الحسين بن يحيي، قال: اعتل المتوكل في أول خلافته، فقال: لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة: فلما برئ جمع الفقهاء، فسألهم عن ذلك فاختلفوا، فبعث الي علي بن محمد ابن علي بن موسي بن جعفر عليهم السلام فسأله، فقال: يتصدق بثلاث و ثمانين دينارا، فعجب قوم من ذلك، و تعصب قوم عليه.

قالوا: تسأله - يا أميرالمؤمنين - من أين له هذا؟ فرد الرسول اليه، فقال له: قل لأميرالمؤمنين في هذا الوفاء بالنذر، لأن الله تعالي قال: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) فروي أهلنا جميعا أن المواطن في الوقائع و السرايا و الغزوات كانت ثلاثة و ثمانين موطنا، و أن يوم حنين كان الرابع و الثمانين، و كلما زاد أميرالمؤمنين في فعل الخير كان أنفع له، و أجر عليه في الدنيا و الآخرة. [1] .

4 - و روي الطبرسي عن الامام الحسن العسكري عليه السلام: أنه قال: اتصل بأبي الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام أن رجلا من فقهاء شيعته كلم بعض النصاب، فأفهمه بحجته علي أبان عن فضيحته، فدخل الي علي بن محمد عليه السلام و في صدر مجلسه دست عظيم منصوب، و هو قاعد خارج الدست و بحضرته خلق من العلويين و بني هاشم، فما زال يرفعه حتي أجلسه في ذلك الدست، و أقبل عليه، فاشتد ذلك علي اولئك الأشراف، فأما العلويون فأجلوه عن العتاب، و أما الهاشميون فقال له شيخهم: يابن رسول الله، هكذا تؤثر عاميا علي سادات بني هاشم من الطالبيين و العباسيين؟!

فقال عليه السلام: اياكم أن تكونوا من الذين قال الله تعالي فيهم: (ألم تر الي الذين



[ صفحه 203]



اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الي كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولي فريق منهم و هم معرضون) [2] ، أترضون بكتاب الله حكما؟ قالوا: بلي.

قال: أليس الله يقول: (يا أيها الذين آمنوا اذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فامسحوا يفسح الله لكم) الي قوله: (يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات) [3] ، فلم يرض للعالم المؤمن الا أن يرفع علي المؤمن غير العالم، كما لم يرض المؤمن الا أن يرفع علي من ليس بمؤمن.

أخبروني عنه قال: (يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات) أو قال: «يرفع الذين اوتوا شرف النسب درجات»؟ أو ليس قال الله: (هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) [4] ، فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله؟ ان كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التي علمه اياها، لأفضل له من كل شرف في النسب.

فقال العباسي: يابن رسول الله، قد أشرفت علينا، هو ذا تقصير بنا عمن ليس له نسب كنسبنا، و ما زال منذ أول الاسلام يقدم الأفضل في الشرف علي من دونه فيه.

فقال عليه السلام: سبحان الله! أليس العباس بايع أبابكر و هو تيمي، و العباس هاشمي؟ أو ليس عبدالله بن عباس كان يخدم عمر بن الخطاب، و هو هاشمي أبوالخلفاء، و عمر عدوي؟! و ما بال عمر أدخل البعداء من قريش في الشوري و لم يدخل العباس؟ فان كان رفعنا لمن ليس بهاشمي علي هاشمي منكرا فأنكروا



[ صفحه 204]



علي العباس بيعته لأبي بكر، و علي عبدالله بن عباس خدمته لعمر بعد بيعته، فان كان ذلك جائزا فهذا جائز، فكأنما القم الهاشمي حجرا. [5] .

5 - و عنه، باسناده عن جعفر بن رزق الله، قال: قدم الي المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة، فأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم، فقال يحيي بن أكثم: قد هدم ايمانه شركه و فعله، و قال بعضهم: يضرب ثلاثة حدود، و قال بعضهم: يفعل به كذا و كذا، فأمر المتوكل بالكتاب الي أبي الحسن العسكري عليه السلام و سؤاله عن ذلك.

فلما قرأ الكتاب كتب عليه السلام: يضرب حتي يموت، فأنكر يحيي و أنكر فقهاء العسكر ذلك، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، سله عن ذلك، فانه شي ء لم ينطق به كتاب، و لم تجئ به سنة.

فكتب اليه: ان الفقهاء قد أنكروا هذا، و قالوا: لم تجئ به سنة، و لم ينطق به كتاب، فبين لنا لم أوجبت عليه الضرب حتي يموت؟

فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم: (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين - فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا) [6] الآية، فأمر به المتوكل فضرب حتي مات. [7] .

6 - و في البحار، عن كتاب الاستدراك، باسناده: أن المتوكل قيل له: ان أباالحسن - يعني علي بن محمد بن علي الرضا عليه السلام - يفسر قول الله عزوجل:



[ صفحه 205]



(و يوم بعض الظالم علي يديه) [8] الآيتين، في الاول و الثاني.

قال: فكيف الوجه في أمره؟

قالوا: تجمع له الناس و تسأله بحضرتهم، فان فسرها بهذا، كفاك الحاضرون أمره، و ان فسرها بخلاف ذلك افتضح عند أصحابه.

قال: فوجه الي القضاة و بني هاشم و الأولياء و سئل عليه السلام فقال: هذا رجلان كني عنهما، و من بالستر عليهما، أفيحب أميرالمؤمنين أن يكشف ما ستره الله؟

فقال: لا احب. [9] .

7 - و عن كتاب الاستدراك أيضا، قال: نادي المتوكل يوما كاتبا نصرانيا: أبانوح، فأنكروا كني الكتابيين، فاستفتي فاختلف عليه، فبعث الي أبي الحسن عليه السلام، فوقع عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم: (تبت يدا أبي لهب) [10] ، فعلم المتوكل أنه يحل ذلك، لأن الله قد كني الكافر. [11] .

8 - و روي الحافظ أبوبكر الخطيب البغدادي باسناده عن محمد بن يحيي المعاذي، قال: قال يحيي بن أكثم في مجلس الواثق و الفقهاء بحضرته: من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايي القوم عن الجواب، فقال الواثق: أنا احضركم من ينبئكم بالخبر.



[ صفحه 206]



فبعث الي علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فاحضر، فقال: يا أباالحسن، من حلق رأس آدم؟ فقال عليه السلام: سألتك بالله يا أميرالمؤمنين الا أعفيتني. قال: أقسمت عيك لتقولن.

قال عليه السلام: أما اذا أبيت، فان أبي حدثني عن جدي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله، امر جبرئيل أن ينزل بياقوتة من الجنة، فهبط بها، فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه، فحيث بلغ نورها صار حرما. [12] .

9 - و روي ابن شهرآشوب عن أبي محمد الفحام، قال: سأل المتوكل ابن الجهم: من أشعر الناس؟ فذكر شعراء الجاهلية و الاسلام، ثم انه سأل أباالحسن عليه السلام، فقال عليه السلام: الحماني حيث يقول:



لقد فاخرتنا من قريش عصابة

بمد خدود و امتداد أصابع



فلما تنازعنا المقال قضي لنا

عليهم بما نهوي نداء الصوامع



ترانا سكوتا و الشهيد بفضلنا

عليهم جهير الصوت في كل جامع



فان رسول الله أحمد جدنا

و نحن بنوه كالنجوم الطوالع



قال: و ما نداء الصوامع يا أباالحسن؟ قال: أشهد أن لا اله الا الله، و أشهد أن محمدا رسول الله، جدي ام جدك؟ فضحك المتوكل، ثم قال: هو جدك لا ندفعك عنه. [13] .



[ صفحه 207]




پاورقي

[1] تأريخ بغداد 56: 12، و نحوه في الاحتجاج للطبرسي: 454، و الآية من سورة التوبة: 25.

[2] آل عمران: 23.

[3] المجادلة: 11.

[4] الزمر: 9.

[5] الاحتجاج: 455.

[6] غافر: 84 و 85.

[7] الاحتجاج: 258.

[8] الفرقان: 27.

[9] بحارالأنوار 214: 50.

[10] المسد: 1.

[11] بحارالأنوار 391: 10.

[12] تأريخ بغداد: 12 و 56.

[13] المناقب 406: 4.