بازگشت

الجبر و التفويض في رسالة الامام الي أهل الأهواز


تعرض عليه السلام للرد علي فكرة الجبر، و هي التي تبناها الأشاعرة، و المجبرة ينسبون أفعالهم الي الله تعالي، و يقولون: ليس لنا صنع، أي لسنا مخيرين في أفعالنا التي نفعلها، بل اننا مجبورون بارادته و مشيئته تعالي.

ورد أيضا فكرة المفوضة، و هي التي تبناها المعتزلة، و هم يعتقدون بأن الله سبحانه و تعالي لا صنع له و لا دخل في أفعال العباد، سوي أنه خلقهم و أقدرهم،



[ صفحه 208]



ثم فوض أمر أفعالهم الي سلطانهم و ارادتهم، و لا دخل لأي ارادة أو سلطان عليهم.

و بعد أن أبطل الامام عليه السلام هاتين الفكرتين أثبت بالأدلة العلمية الواضحة فكرة الأمر بين الأمرين، و هي الفكرة التي تبناها أهل البيت عليهم السلام و شيعتهم، بعد أن قررها الامام الصادق عليه السلام.

و هذه المسألة و غيرها ذكرها الامام عليه السلام في رسالته الي أهل الأهواز، و تحتوي هذه الرسالة علي أخصب الدراسات العلمية في المسائل العقائدية التي كانت مدار الجدل و الكلام في ذلك الزمان.

و قد أورد الطبرسي هذه الرسالة في الاحتجاج، و الحراني في تحف العقول، و اللفظ الذي أخرجناه هو من تحف العقول.

و في ما يلي نورد متن الرسالة التي صدرها الامام عليه السلام بمقدمة أورد فيها فضائل جده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و أدلة امامته بعد رسول الله صلي الله عليه و آله، و بالنظر لطول الرسالة، فقد جعلنا مطالبها جملة عناوين ليسهل الاستفادة منها و ادراك مضامينها: