بازگشت

في علمه تعالي


1 - عن أيوب بن نوح، أنه كتب الي أبي الحسن عليه السلام يسأله عن الله عزوجل، أكان يعلم الأشياء قبل أن خلق الأشياء و كونها، أو لم يعلم ذلك حتي خلقها و أراد خلقها و تكوينها، فعلم ما خلق عندما خلق، و ما كون عند ما كون؟

فوقع عليه السلام بخطه: لم يزل الله عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء، كعلمه بالأشياء بعدما خلق الأشياء. [1] .

2 - و عن معلي بن محمد، قال: سئل عليه السلام كيف علم الله تعالي؟

قال عليه السلام: علم و شاء و أراد و قدر و قضي، و أبدي فأمضي ما قضي، و قضي ما قدر، و قدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية، و بمشيته كانت الارادة، و بارادته كان التقدير، و بتقديره كان القضاء، و بقضائه كا الامضاء.

فالعلم متقدم المشية، و المشية ثانية، و الارادة ثالثة، و التقدير واقع علي القضاء بالامضاء، فلله تبارك و تعالي البداء في ما علم متي شاء، و في ما أراد لتقدير الأشياء، فاذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء.



[ صفحه 243]



فالعلم بالمعلوم قبل كونه، و المشية في المنشأ قبل عينه، و الارادة في المراد قبل قيامه، و التقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها و توصيلها عيانا و قياما، و القضاء بالامضاء هو المبرم من المفعولات ذوات الأجسام المدركات بالحواس من ذي لون و ريح و وزن وكيل، و ما دب و درج من انس و جن و طير و سباع، و غير ذلك مما يدرك بالحواس، فلله تبارك و تعالي فيه البداء مما لا عين له، فاذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء.

و الله يفعل ما يشاء، و بالعلم علم الأشياء قبل كونها، و بالمشية عرف صفاتها و حدودها و أنشأها قبل اظهارها، و بالارادة ميز أنفسها في ألوانها و صفاتها و حدودها، و بالتقدير قدر أوقاتها و عرف أولها و آخرها، و بالقضاء أبان للناس أماكنها، و دلهم عليها، و بالامضاء شرح عللها، و أبان أمرها، و ذلك تقدير العزيز العليم. [2] .


پاورقي

[1] التوحيد: 13 / 145، الباب 11.

[2] مسند الامام الهادي عليه السلام: 16 / 90، التوحيد: 9 / 334، الباب 54.