بازگشت

خلق القرآن


من المسائل الرهيبة التي ابتلي بها المسلمون في حياتهم الدينية، وامتحنوا كأشد ما يكون الامتحان، هي مسألة خلق القرآن، فقد ابتدعها الحكم العباسي، و أثاروها للقضاء علي خصومهم، و قد قتل خلق كثيرون من جرائها، و انتشرت الأحقاد و الأضغان بين المسلمين.

و قد روي الشيخ الصدوق بالاسناد عن محمد بن عيسي بن عبيد اليقطيني،



[ صفحه 244]



قال: كتب علي بن محمد بن علي بن موسي الرضا عليه السلام الي بعض شيعته ببغداد:

بسم الله الرحمن الرحيم

عصمنا الله و اياك من الفتنة، فان يفعل فأعظم بها نعمة، و ان لا يفعل فهي الهلكة، نحن نري أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل و المجيب، فيتعاطي السائل ما ليس له، و يتكلف المجيب ما ليس عليه، و ليس الخالق الا الله عزوجل، و ما سواه مخلوق، و القرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله و اياك من الذين يخشون ربهم بالغيب و هم من الساعة مشفقون. [1] .

و روي هذا الحديث في الدر النظيم عنه عليه السلام مع أدني تغيير. [2] .

و بهذا وضع عليه السلام النقاط علي الحروف في هذه المسألة الحساسة، فالخوض في هذه المسألة بدعة و ضلال، و السائل و المجيب يشتركان معا في الاثم، و علينا أن نقتصر في القول علي أن القرآن كلام الله تعالي.


پاورقي

[1] التوحيد: 4 / 224، الباب 30.

[2] الامام الهادي عليه السلام من المهد الي اللحد: 156.