بازگشت

الفطحية


و هم القائلون بامامة عبدالله بن جعفر الصادق عليه السلام بعد أبيه، واعتلوا في ذلك بأنه كان أكبر ولد أبي عبدالله عليه السلام، و هذه الطائفة تسمي الفطيحة، و انما لزمهم هذا اللقب لأن عبدالله كان أفطح الرجلين، و قيل: أفطح الرأس، و يقال: لأن داعيهم الي ذلك رجل اسمه عبدالله بن الأفطح، و قد رجع أكثرهم بعد ذلك الي القول بامامة موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام لما ظهرت عندهم براهين امامته الا طائفة يسيرة. [1] .

أما اعتقاد الفطحية بامامة عبدالله فهو واضح البطان و التهافت، و ذلك لأنهم ادعوا أن الامامة تكون في الأكبر، و هذا انما يكون مشروطا بالسلامة، فقد ورد أن الامامة تكون في الأكبر ما لم تكن به عاهة، و كان عبدالله يعاني من عاهة



[ صفحه 274]



البدن و العقيدة، فقد كان أفطح الرأس أو الرجلين، و كان يقول بقول المرجئة الذين يقعون في أميرالمؤمنين علي عليه السلام، هذا فضلا عن أنه لم يرد عنه شي ء من الفتيا في الحلال و الحرام، و لا كان بمنزلة من يستفتي في الأحكام، و قد امتحن بمسائل صغار فلم يجب عنها، و لا نريد هنا الاطالة في هذا الموضوع، بل نود الاشارة الي أن بعض الفطحية انطلت عليهم الشبهة و بقوا الي زمان الامام الهادي عليه السلام، كما هو واضح من بعض النصوص، و قد اهتدي بعضهم كغيرهم من أصحاب الأفكار المنحرفة عن خط الامامة الأصيل.

روي الشيخ الكليني باسناده عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، قال: كان عبدالله بن هليل يقول بعبد الله، فصار الي العسكر، فرجع عن ذلك، فسألته عن سبب رجوعه، فقال: اني عرضت لأبي الحسن عليه السلام أن أسأله عن ذلك، فوافقني في طريق ضيق، فمال نحوي حتي اذا حاذاني أقبل نحوي بشي ء من فيه، فوقع علي صدري، فأخذته فاذا هو رق فيه مكتوب: «ما كان هنالك و لا كذلك». [2] .


پاورقي

[1] راجع اعلام الوري: 292، و قد تقدم بحث ذلك مفصلا في كتابنا (الصادق جعفر عليه السلام) و (الكاظم موسي عليه السلام) من هذه السلسلة.

[2] الكافي 355: 1، بحارالأنوار 61 / 184: 50.