بازگشت

الصوفية


و نهي الامام الهادي عليه السلام أصحابه و سائر المسلمين عن الاتصال بالصوفية و الاختلاط بهم، كما دل علي زيفهم باظهار التقشف و الزهد لاغراء عامة الناس و بسطائهم و غوايتهم، و وصفهم بأنهم حلفاء الشياطين في خداع الناس، و أن



[ صفحه 275]



زهدهم لم يكن حقيقيا و انما لاراحة أبدانهم، و أن تهجدهم في الليل لم يكن نسكا و اخلاصا في طاعة الله تعالي، و انما هو وسيلة لصيد أموال الناس و اغوائهم، و أن أورادهم ليست عبادة خالصة لله بل هي رقص و غناء، و أن الذي يتبعهم الحمقي و السفهاء.

روي الحسين بن أبي الخطاب، قال: كنت مع أبي الحسن الهادي عليه السلام في مسجد النبي صلي الله عليه و آله فأتاه جماعة من أصحابه منهم أبوهاشم الجعفري، و كان بليغا و له منزلة مرموقة عند الامام عليه السلام، و بينما نحن وقوف اذ دخل جماعة من الصوفية المسجد فجلسوا في جانب منه، و أخذوا بالتهليل، فالتفت الامام الي أصحابه فقال لهم:

لا تلتفتوا الي هؤلاء الخداعين، فانهم حلفاء الشياطين، و مخربوا قواعد الدين، يتزهدون لاراحة الأجسام، و يتهجدون لصيد الأنعام، يتجوعون عمرا حتي يديخوا للايلاف [1] حمرا، لا يهللون الا لغرور الناس، و لا يقللون الغذاء الا لملأ العساس و اختلاف قلب الدفناس [2] ، يتكلمون الناس باملائهم في الحب، و يطرحونهم بادلائهم في الجب، أورادهم الرقص و التصدية، و أذكارهم الترنم و التغنية، فلا يتبعهم الا السفهاء، و لا يعتقد بهم الا الحمقي، فمن ذهب الي زيارة أحدهم حيا أو ميتا، فكأنما ذهب الي زيارة الشيطان و عبادة الأوثان، و من أعان واحدا منهم فكأنما أعان معاوية و يزيد و أباسفيان.



[ صفحه 276]



فقال له رجل من أصحابه، و ان كان معترفا بحقوقكم؟

قال: فنظر اليه شبه المغضب و قال: دع ذا عنك، من اعترف بحقوقنا لم يذهب، في عقوقنا، أما تدري أنهم أخس طوائف الصوفية؟ و الصوفية كلهم من مخالفينا، و طريقتهم مغايرة لطريقتنا، و ان هم الا نصاري و مجوس هذه الامة، اولئك الذين يجتهدون في اطفاء نور الله بأفواههم، و الله متم نوره و لو كره الكافرون. [3] .

الي هنا نكتفي بهذا اليسير، و من أراد التفصيل فليراجع الموسوعات المعنية بها أو يراجع موسوعة المصطفي و العترة، في ترجمة حياة الأئمة الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السلام.



[ صفحه 277]




پاورقي

[1] يديخوا: يذلوا و يقهروا. و الايكاف: الايقاع في الاثم، وضع الوكاف علي الحمار، و الوكاف: البرذعة.

[2] أي الأغبياء و الحمقي.

[3] روضات الجنات 134: 3، سفينة البحار 58: 2.