بازگشت

يوسف


9 - علي بن ابراهيم، قال: حدثني محمد بن عيسي، عن يحيي بن أكثم، أنه سأل موسي بن محمد بن علي بن موسي عليه السلام مسائل، فعرضها علي أبي الحسن عليه السلام فكانت احداها: أخبرني عن قول الله عزوجل: (و رفع أبويه علي العرش و خروا له سجدا) [1] ، سجد يعقوب و ولده ليوسف و هم أنبياء؟

فأجاب أبوالحسن عليه السلام: أما سجود يعقوب و ولده ليوسف، فانه لم يكن ليوسف، و انما كان ذلك من يعقوب و ولده طاعة لله و تحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لآدم، و لم يكن لآدم، انما كان ذلك منهم طاعة لله و تحية لآدم، فسجد يعقوب و ولده و سجد يوسف معهم شكرا لله، لاجتماع شملهم.

ألم تر أنه يقول في شكره ذلك الوقت: (رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات و الأرض أنت وليي في الدنيا و الآخرة توفني مسلما



[ صفحه 283]



و ألحقني بالصالحين) [2] ؟ فنزل جبرئيل فقال له: يا يوسف أخرج يدك، فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور.

فقال: ما هذا النور يا جبرئيل؟ فقال: هذه النبوة أخرجها الله من صلبك، لأنك لم تقم لأبيك، فحط الله نوره و محا النبوة من صلبه، و جعلها في ولد لاوي أخي يوسف، و ذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال: (لا تقتلوا يوسف و ألقوه في غيابة الجب) [3] فشكر الله له ذلك، و لما أرادوا أن يرجعوا الي أبيهم من مصر و قد حبس يوسف أخاه قال: (لن أبرح الأرض حتي يأذن لي أبي أو يحكم الله لي و هو خير الحاكمين). [4] فشكر الله له ذلك، فكان أنبياء بني اسرائيل من ولد لاوي، و كان موسي من ولد لاوي، و هو موسي بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم.

فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك اخوتك حين أخرجوك من عندي؟ قال: يا أبت اعفني من ذلك، قال: أخبرني ببعضه؟

فقال: يا أبت انهم لما أدنوني من الجب قالوا: انزع قميصك، فقلت لهم: يا اخوتي، اتقوا الله و لا تجردوني، فسلوا علي السكين، و قالوا: لئن لم تنزع لنذبحنك، فنزعت القميص، و ألقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة و اغمي عليه، فلما أفاق قال: يا بني حدثني. فقال: يا أبت، أسألك باله ابراهيم و اسحاق و يعقوب الا أعفيتني، فأعفاه.



[ صفحه 284]



قال: و لما مات العزيز، و ذلك في السنين الجدبة، افتقرت امرأة العزيز و احتاجت، حتي سألت الناس، فقالوا: ما يضرك لو قعدت للعزيز؟ و كان يوسف عليه السلام يسمي العزيز، فقالت: أستحي منه، فلم يزالوا بها حتي قعدت له علي الطريق، فأقبل يوسف عليه السلام في موكبه، فقامت اليه، و قالت: سبحان من جعل الملوك بالمعصية عبيدا، و جعل العبيد بالطاعة ملوكا.

فقال لها يوسف عليه السلام: أنت هاتيك؟ فقالت: نعم، و كان اسمها زليخا، فقال لها: هل لك في؟ قالت: دعني بعد ما كبرت أتهزأ بي؟ قال: لا. قالت: نعم. فأمر بها فحولت الي منزله و كانت هرمة.

فقال لها يوسف عليه السلام: ألست فعلت بي كذا و كذا؟ فقالت: يا نبي الله لا تلمني، فاني بليت ببلية لم يبل بها أحد، قال: و ما هي؟

قالت: بليت بحبك، و لم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا، و بليت بحسني بأنه لم تكن بمصر امرأة أجمل مني و لا أكثر مالا مني، نزع عني مالي، و ذهب عني جمالي.

فقال لها يوسف: فما حاجتك؟ قالت: تسأل الله أن يرد علي شباني، فسأل الله فرد عليها شبابها، فتزوجها و هي بكر، قالوا: ان العزيز الذي كان زوجها أولا كان عنينا. [5] .

10 - العياشي، باسناده عن محمد بن سعيد الأزدي صاحب موسي بن محمد ابن الرضا، عن موسي، قال: قال لأخيه الهادي عليه السلام: ان يحيي بن أكثم كتب اليه يسأله عن مسائل، منها أنه قال: أخبرني عن قول الله: (و رفع أبويه علي العرش



[ صفحه 285]



و خروا له سجدا) [6] أسجد يعقوب و ولده ليوسف؟

قال: فسألت أخي عن ذلك، فقال: أما سجود يعقوب و ولده ليوسف فشكرا لله، لاجتماع شملهم، ألا تري أنه يقول في شكر ذلك الوقت: (رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات و الأرض أنت وليي في الدنيا و الآخرة توفني مسلما و ألحقني بالصالحين) [7] ... الآية. [8] .


پاورقي

[1] يوسف: 100.

[2] يوسف: 101.

[3] يوسف: 10.

[4] يوسف: 80.

[5] تفسير القمي 356: 1.

[6] يوسف: 100.

[7] يوسف: 101.

[8] تفسير العياشي 197: 2.