بازگشت

مواقفه من حكام عصره


لقد عاني الامام الهادي عليه السلام من تجاوزات السلطة العباسية و تصرفاتهم الشائنة، و التي تقوم علي أساس الحقد و الحسد و الظلم لأهل بيت النبوة عليهم السلام، و ليس ثمة سبب لتلك التجاوزات سوي القلق الذي يساور رؤوس السلطة من وجود شخص الامام، و ما يتمتع به من سمو المكارم و شخصيته العلمية، و الروحية الفذة في مختلف أوساط الامة، و المحبة التي تكنها له القلوب المؤمنة، و سيرته الصالحة المدعمة بالعلم و مكارم الأخلاق، أضف الي ذلك سلبية الامام عليه السلام في التعامل مع الحكم القائم و عدم توافقه عليه السلام مع مواقف الحكام المشبوهة، مما يكشف الحقيقة في نظر الامة و الرأي العام المسلم بأن الامام عليه السلام هو الخليفة الحقيقي لامتداد رسالة السماء و البديل المتعين للخلافة القائمة علي أساس الظلم و الجور.

و من أجل ذلك فقد استدعي الامام عليه السلام الي مركز السلطة العباسية في سامراء ليكون تحت رقابة عيونها، و ليتسني لرأس السلطة و أتباعه عزل الامام عليه السلام عن شيعته و أتباعه و قاعدته في مدينة جده المصطفي صلي الله عليه و آله.

و ازاء تصرفات الحكام العباسيين اتخذ الامام عليه السلام موقفا سلبيا في التعامل مع السلطة الحاكمة و أجهزتها، و هو عين الموقف الذي اتخذه آباؤه الكرام عليهم السلام من



[ صفحه 292]



حكم بني العباس الذي كان مبنيا علي الظلم و الجور، و لذلك اعتبر الشارع المقدس العمل معهم غير جائز شرعا.