بازگشت

ايام المتوكل


لما مات الواثق 232 ه اجتمع في دار الخلافة أحمد بن أبي دؤاد و ايتاخ و وصيف و عمر بن الفرج و ابن الزيات، و أرادوا البيعة لمحمد بن الواثق، و هو غلام أمرد، فألبسوه فاذا هو قصير، فقال و صيف: أما تتقون الله، تولون الخلافة مثل هذا! ثم تناظروا فيما يولونه، فأحضروا المتوكل فألبسه ابن أبي دؤاد و عممه، و سلم عليه بامارة المؤمنين، و لقبه المتوكل [1] ، فكان ذلك ايذانا بعهد الظلم و التعسف.

كان المتوكل شديد الوطأة علي آل أبي طالب، غليظا علي جماعتهم، شديد الغيظ و الحقد عليهم، و سو الظن و التهمة لهم، و اتفق له أن عبيدالله بن يحيي بن خاقان وزيره يسي ء الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله.


پاورقي

[1] تأريخ ابن خلدون 340: 3.