بازگشت

رواية سبط ابن الجوزي


1 - نقل ابن الجوزي عن علماء السير، قال: و انما أشخصه المتوكل الي بغداد، لأن المتوكل كان يبغض عليا و ذريته، فبلغه مقام علي عليه السلام بالمدينة و ميل الناس اليه فخاف منه، فدعا يحيي بن هرثمة و قال: اذهب الي المدينة، و انظر في حاله و أشخصه الينا.

قال يحيي: فذهبت الي المدينة، فلما دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما، ما سمع الناس بمثله خوفا علي علي، و قامت الدنيا علي ساق، لأنه كان محسنا اليهم ملازما للمسجد، لم يكن عنده ميل الي الدنيا.

قال يحيي: فجعلت اسكنهم، و أحلف لهم أني لم اؤمر فيه بمكروه، و أنه لا بأس عليه، ثم فتشت منزله، فلم أجد فيه الا مصاحف و أدعيه و كتب العلم،



[ صفحه 317]



فعظم في عيني، و توليت خدمته بنفسي، و أحسنت عشرته.

فلما قدمت به بغداد، بدأت باسحاق بن ابراهيم الطاهري، و كان واليا علي بغداد، فقال لي: يا يحيي، ان هذا الرجل قد ولده رسول الله صلي الله عليه و آله، و المتوكل من تعلم، فان حرضته عليه قتله، و كان رسول الله صلي الله عليه و آله خصمك يوم القيامة. فقلت له: و الله ما وقعت منه الا علي كل أمر جميل.

ثم صرت به الي سر من رأي، فبدأت بوصيف التركي، فأخبرته بوصوله، فقال: و الله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك. قال: فعجبت كيف وافق قوله قول اسحاق، فلما دخلت علي المتوكل سألني عنه، فأخبرته بحسن سيرته و سلامة طريقه و ورعه و زهادته، و أني فتشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف و كتب العلم، و أن أهل المدينة خافوا عليه، فأكرمه المتوكل و أحسن جائزته، و أجزل بره، و أنزله معه سر من رأي. [1] .


پاورقي

[1] تذكرة الخواص: 359.