اعتقال الامام و اقامته الجبرية
و أمر المتوكل بحبس الامام عليه السلام و زجه في السجن، و فرض عليه الاقامة الجبرية في داره، و بقي ملازما لها، و يدل علي ذلك جملة أخبار نذكر منها:
1 - عن الحسن بن محمد بن جمهور، قال: كان لي صديق مؤدب ولد بغا أو وصيف - الشك مني - فقال لي: قال الأمير [عند] منصرفه من دار الخلافة: حبس أميرالمؤمنين هذا الذي يقولون له ابن الرضا اليوم، و دفعه الي علي بن كركر،
[ صفحه 332]
فسمعته يقول: «أنا أكرم علي الله من ناقة صالح (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) [1] ليس يفصح بالآية و لا بالكلام، أي شي ء هذا؟
قال: قلت: أعزك الله تعالي توعدك، أنظر ما يكون بعد ثلاثة أيام.
فلما كان من الغد أطلقه و اعتذر اليه، فلما كان اليوم الثالث و ثب عليه باغر و بغلون أوتامش و جماعة معهم، فقتلوه و أقعدوا المنتصر ولده خليفة. [2] .
2 - و قد منعه المتوكل من الخروج عن داره، و فرض عليه اقامة جبرية استمرت طيلة حكمه و بعد حكمه، ففي حديث يوسف بن يعقوب النصراني الذي ذكرناه كاملا في المعاجز، قال: صرت الي سر من رأي و ما دخلتها قط، فنزلت في دار، و قلت: يجب أن اوصل هذه المئة دينار الي ابن الرضا قبل مصيري الي دار المتوكل، و قبل أن يعرف أحد قدومي، و عرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب و أنه ملازم لداره [3] ... الحديث.
قاسي الامام من بني العباس
ما ليس في الوهم و في القياس
كم مرة من بعد مرة حبس
و هو بما يراه منهم محتبس
حتي قضي بالغم عمرا كاملا
فسمه المعتز سما قاتلا
قضي شهيدا في ديار الغربه
في شدة و محنة و كربه [4] .
[ صفحه 333]
پاورقي
[1] هود: 65.
[2] الثاقب في المناقب: 536، اعلام الوري: 363.
[3] كشف الغمة 182: 3.
[4] الأنوار القدسية: 101.