بازگشت

ايام المنتصر


تولي المنتصر سنة 247 ه بعد أن قتل أباه، و أعد كتابا قرأة أحمد بن الخصيب، أخبر فيه أن الفتح بن خاقان قد قتل المتوكل فقتله به، فبايع الناس المنتصر، و حضر عبيدالله بن يحيي بن خاقان فبايع و انصرف [1] ، و كان عمره 25 سنة و ستة أشهر، و استمرت أيامه ستة أشهر و يومان. [2] .

قال أبوالفرج: كان المنتصر يظهر الميل الي أهل هذا البيت، و يخالف أباه في أفعاله، فلم يجر منه علي أحد منهم قتل أو حبس و لا مكروه فيما بلغنا، و الله أعلم. [3] .

و قال ابن الأثير: أمر المنتصر الناس بزيارة قبر علي و الحسين عليهماالسلام فأمن العلويين، و كانوا خائفين أيام أبيه، و أطلق و قوفهم، و أمر برد فدك الي ولد الحسن و الحسين ابني علي بن أبي طالب عليه السلام.

و ذكر أن المنتصر لما ولي الخلافة كان أول ما أحدث أن عزل صالح بن علي عن المدينة، و استعمل عليها علي بن الحسين بن اسماعيل بن العباس بن محمد، قال



[ صفحه 348]



علي: فلما دخلت اودعه قال لي: يا علي، اني اوجهك الي لحمي و دمي، فانظر كيف تكون للقوم، و كيف تعاملهم - يعني آل أبي طالب - فقال: أرجو أن أمتثل أمر أميرالمؤمنين ان شاء الله، فقال: اذن تسعد عندي. [4] .

و لقد روي عن المنتصر أنه كان يخالف علي أبيه مناصبته العداء لأميرالمؤمنين علي عليه السلام و لأهل بيت النبي صلي الله عليه و آله، و من ذلك ما رواه ابن الوردي في تأريخه، قال: كان المتوكل شديد البغض لعلي و لأهل بيته، و كان يجالس من اشتهر ببغض علي كابن الجهم الشاسي و أبي السمط، و كان نديمه عبادة المخنث يكبر بطنه بمخدة، و يكشف رأسه و هو أصلع و يرقص و يقول: قد أقبل الأصلح البطين، خليفة المسلمين! يعني عليا عليه السلام.

فقال له المنتصر يوما: يا أميرالمؤمنين، ان عليا ابن عمك، فكل أنت لحمه اذا شئت، و لا تخل مثل هذا الكلب و أمثاله يطمع فيه، فقال المتوكل للمغنين: غنوا:



غار الفتي لابن عمه

رأس الفتي في حر امه! [5] .



و قد علل أبوالفرج احسان المنتصر الي العلويين و توزيعه المال عليهم بعد سنين من الحصار الظالم، لأنه كان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله و مضادة مذهبه طعنا عليه، و نصرة لفعله [6] ، و مهما يكن الأمر فان الأيام القليلة التي قضاها المنتصر في الحكم العباسي لم تشر الي أي بادرة جرت بين الامام الهادي عليه السلام و المنتصر، و الشي ء المؤكد أنه عليه السلام كان مسرورا من الاجراءات التي اتخذها المنتصر ازاء العلويين.



[ صفحه 349]




پاورقي

[1] الكامل في التأريخ 103: 7.

[2] تأريخ ابن الوردي 315: 1.

[3] مقاتل الطالبيين: 419.

[4] الكامل في التأريخ 116: 7.

[5] تأريخ ابن الوردي 309: 1.

[6] مقاتل الطالبيين: 419.