بازگشت

سير المعركة


قال أبوالفرج الاصفهاني: حدثني أحمد بن عبيدالله، قال: حدثني أبوعبدالله بن أبي الحصين، قال: ان يحيي بن عمر لما أراد الخروج بدأ فزار قبر



[ صفحه 353]



الحسين عليه السلام، و أظهر لمن حضره من الزوار ما أراده، فاجتمعت اليه جماعة من الأعراب، و مضي فقصد شاهي، فأقام بها الي الليل، ثم دخل الكوفة ليلا، و جعل أصحابه ينادون، أيها الناس، أجيبوا داعي الله، حتي اجتمع اليه خلق كثير، فلما كان من غد مضي الي بيت المال فأخذ ما فيه [1] ، و وجه الي قوم من الصيارفة عندهم مال من مال السطان فأخذه منهم، [فأظهر أمره بالكوفة، و فتح السجون، و أخرج من فيها، و أخرج العمال عنها] [2] ، و صار الي بني حمان، و قد اجتمع أهله، ثم جلس فجعل أبوجعفر محمد بن عبيدالله الحسني و هو المعروف بالأدرع يساره، و يعظم عليه أمر السلطان، فبينما هم كذلك اذا عبدالله بن محمود قد أقبل و عنده جند مرتبون، كانوا معه في طساسيج الكوفة، فصاح بعض الأعراب بيحيي: أيها الرجل، أنت مخدوع، هذه الخيل قد أقبلت، فوثب يحيي فجال في متن فرسه، و حمل علي عبدالله بن محمود فضربه ضربة بسيفه علي وجهه، فولي محمود منهزما و تبعه أصحابه منهزمين، [فأخذ أصحاب يحيي ما كان معهم من الدواب و المال] [3] ، ثم رجع الي أصحابه فجلس معهم ساعة.

و سار خبر يحيي بن عمر و انتهي الي بغداد، فندب له محمد بن عبدالله بن طاهر ابن عمه الحسين بن اسماعيل، و ضم اليه جماعة من القواد، منهم خالد بن عمران و أبوالسنا الغنوي، و وجه الفلس، و هو عبدالرحمن بن الخطاب، و عبدالله



[ صفحه 354]



ابن نصر بن حمزة و سعد الضباني، فنفذوا اليه علي كره، [و دعا يحيي في الكوفة الي الرضا من آل محمد عليهم السلام، فاجتمع الناس اليه، و أحبوه]، و كان هوي أهل بغداد مع يحيي، و لم يروا قط مالوا الي طالبي خرج غيره [و بايعه جماعة من أهل الكوفة ممن لهم تدبير و بصيرة في تشيعهم]. [4] .

فنفذ الحسين الي الكوفة فدخلها، و أقام بها أياما، ثم مضي قاصدا يحيي حتي و افاه، فأقام في وجهه أياما، ثم ارتحل قاصدا القسين حتي نزل قرية يقال لها البحرية، و كان علي خراج تلك الناحية أحمد بن علي الاسكافي، و علي حرسها أحمد ابن الفرج الفزاري، فأخذ أحمد بن علي مال الخراج و هرب، و ثبت ابن الفرج فناوش يحيي مناوشة يسيرة، و ولي عنه بعد ذلك، و مضي يحيي لوجهه يريد الكوفة، فعارضه المعروف بوجه الفلس فقاتله قتالا شديدا، فانهزم عن يحيي فلم يتبعه.

و مضي وجه الفلس لوجهه حتي نزل شاهي، فصادف فيها الحسين بن اسماعيل فأقام بشاهي، و أراحا و شربا الماء العذب، و قويت عساكرهم و خيلهم.

و أشار أصحاب يحيي عليه بمعاجلة الحسين بن اسماعيل، و كان معهم رجل يعرف بالهيضم بن العلاء العجلي، فوافي يحيي في عدة من أهله و عشيرته، و قد تعبت خيلهم و رجالهم، فصاروا في عسكره، فحين التقوا كان أول ما انهزم الهيضم هذا.

و ذكر قوم أن الحسين بن اسماعيل كان راسله في هذا و أجمعا رأيهما عليه، و قال قوم: بل انهزم للتعب الذي لحقه.



[ صفحه 355]



فلما رأي يحيي هزيمة الهيضم، لم يزل يقاتل مكانه حتي قتل، فأخذ سعد الضبابي رأسه، و جاء به الي الحسين بن اسماعيل، و كانت في وجهه ضربات لم يكد يعرف معها. [5] .


پاورقي

[1] في الكامل 127: 6، و كان فيما قيل ألفي دينار و سبعين ألف درهم، و زاد ابن الطقطقا في (الفخري: 240 (: أنه فرق ما بيت المال علي أصحابه.

[2] من الكامل 127: 6، و الفخري: 240.

[3] من الكامل 127: 6.

[4] من الكامل 127: 6.

[5] مقاتل الطالبيين: 422 - 420.