بازگشت

اقوال بليغة و اجوبة حكيمة


1 - عن سهل بن زياد، قال: كتب اليه عليه السلام بعض أصحابنا يسأله أن يعلمه دعوة جامعة للدنيا و الآخرة، فكتب اليه: أكثرمن الاستغفار و الحمد، فانك تدرك بذلك الخير كله. [1] .

2 - قال يحيي بن عبدالحميد: سمعت أباالحسن الهادي عليه السلام يقول لرجل ذم اليه ولدا له فقال: العقوق ثكل من لم يثكل. [2] .

3 - و عن (الدرة الباهرة)، قال أبوالحسن الثالث عليه السلام لرجل و قد أكثر من افراط الثناء عليه: أقبل علي شأنك، فان كثرة الملق يهجم علي الظنة، و اذا حللت من أخيك في محل الثقة، فاعدل عن الملق الي حسن النية. [3] .

4 - و قال عليه السلام للمتوكل في حوار جري بينهما: لا تطلب الصفاء ممن كدرت عليه عيشه، و لا الوفاء ممن غدرت به، و لا النصح ممن صرفت سوء ظنك اليه، فانما



[ صفحه 381]



قلب غيرك لك كقلبك له. [4] .

5 - و قال عليه السلام لبعض مواليه: عاتب فلانا، و قل له: ان الله أراد بعبد خيرا، اذا عوتب قبل. [5] .

6 - و عن أبي هاشم الجعفري، قال: أصابتني ضيقة شديدة، فصرت الي أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام فأذن لي، فلما جلست قال: يا أباهاشم، أي نعم الله عزوجل عليك تريد أن تؤدي شكرها؟

قال أبوهاشم: فوجمت فلم أدرما أقول له: فابتدأ عليه السلام فقال: رزقك الايمان فحرم به بدنك علي النار، و رزقك العافية فأعانتك علي الطاعة، و رزقك القنوع فصانك عن التبذل.

يا أباهاشم، انما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنك تريد أن تشكو الي من فعل بك هذا، و قد أمرت لك بمائة دينار فخذها. [6] .

7 - و سئل عليه السلام عن الحزم، فقال عليه السلام: هو أن تنظر فرصتك و تعاجل ما أمكنك. [7] .



[ صفحه 382]



8 - و قال عليه السلام: ان الله يحب الجمال و التجمل، و يكره البؤس و التباؤس، فان الله عزوجل اذا أنعم علي عبده نعمة أحب أن يري عليه أثرها.

فقيل له: و كيف ذلك، يابن رسول الله؟

قال عليه السلام: ينظف ثوبه، و يطيب ريحه، و يحسن داره، و يكنس أفنيته، حتي ان السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، و يزيد في الرزق. [8] .

9 - و عن أحمد بن هلال، قال: سألت أباالحسن الأخير عليه السلام عن التوبة النصوح ما هي؟ فكتب عليه السلام: أن يكون الباطن كالظاهر، و أفضل من ذلك. [9] .

10 - و جاء في المجلد الثاني من (مروج الذهب) عن محمد بن الفرج، عن أبي دعامة، أنه قال: أتيت علي بن محمد بن علي بن موسي عليه السلام عائدا في علته التي كانت وفاته منها، فلما هممت بالانصراف قال لي: يا أبادعامة، قد وجب حقك علي، أفلا احدثك بحديث تسر به، فقلت: ما أحوجني الي ذلك يابن رسول الله!

قال: حدثني أبي محمد بن علي، عن أبيه علي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي عليه السلام، أن النبي صلي الله عليه و آله قال له: اكتب يا علي، قال: قلت: و ما أكتب؟ قال لي: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، الايمان ما وقرته القلوب، و صدقته الأعمال، و الاسلام ما جري به اللسان، و حلت به المناكحة.



[ صفحه 383]



فقلت: يابن رسول الله، ما أدري و الله أيهما أحسن: الحديث، أم الاسناد؟ فقال: انها لصحيفة بخط علي بن أبي طالب، و املاء رسول الله صلي الله عليه و آله، نتوارثها صاغرا عن كابر. [10] .

11 - و روي الشيخ المفيد بالاسناد عن الشيخ عبدالله بن محمد بن عبيدالله، قال: سمعت العبد الصالح علي بن محمد بن علي الرضا عليه السلام بسر من رأي يذكر عن آبائه عليهم السلام، قال: قال أميرالمؤمنين (صلوات الله عليه): العلم وراثة كريمة، و الآداب حلل حسان، و الفكرة مرآة صافية، و الاعتبار منذر ناصح، و كفي بك أدبا لنفسك تركك ما كرهته من غيرك. [11] .

12 - و روي الشيخ الطوسي، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبدالله الهاشمي المنصوري، قال: حدثني عم أبي أبوموسي عيسي بن أحمد بن عيسي بن المنصور، قال: حدثني الامام علي بن محمد العسكري، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن موسي، قال: حدثني أبي موسي بن جعفر عليه السلام، عليلا، فجلس و أمسك، فقال له سيدنا الصادق عليه السلام: عد عن العلة، و اذكر ما جئت له، فقال له:



ألبسك الله منه عافية

في نومك المعتري و في أرقك



يخرج من جسمك السقام كما

أخرج ذل السؤال من عنقك



[ صفحه 384]



فقال: يا غانم، أيش معك؟ قال: أربعمائة درهم. قال: أعطها للأشجع. قال: فأخذها و شكر و ولي، فقال: ردوه. فقال: يا سيدي، سألت فأعطيت و أغنيت، فلم رددتني؟

قال: حدثني أبي، عن آبائه، عن النبي صلي الله عليه و آله، قال: «خير العطاء ما أبقي نعمة باقية»، و ان الذي أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية، و هذا خاتمي، فان اعطيت به عشرة آلاف درهم، و الا فعد الي وقت كذا و كذا اوفك اياها.

قال: يا سيدي، قد أغنيتني، و أنا كثير الأسفار، و أحصل في المواضع المفزعة، فتعلمني ما آمن به علي نفسي.

قال: فاذا خضت أمرا فاترك يمينك علي ام رأسك و اقرأ برفيع صوتك:

(أفغير دين الله يبغون و له أسلم من في السماوات و الأرض طوعا و كرها و اليه يرجعون). [12] .

قال الأشجع: فحصلت في واد تعبث فيه الجن، فسمعت قائلا يقول: خذوه، فقرأتها فقال قائل: كيف نأخذه و قد احتجز بآية طيبة. [13] .

الي هنا أكتفي بما عثرت عليه من الحكم و المواعظ، و من يرد الاستزادة فليراجع المصادر المغنية بهذا الباب.

و الله من وراء القصد.



[ صفحه 385]




پاورقي

[1] الأنوار البهية: 237.

[2] بحارالأنوار 369: 78، سيرة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام 475: 2، في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام 181: 4.

[3] بحارالأنوار 295: 73، الأنوار البهية: 237، في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام 181: 4، سيرة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام 474: 2.

[4] بحارالأنوار 182: 74 و 370: 78، في رحاب أئمة أهل البيت عليهم السلام 181: 4، سيرة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام 475: 2.

[5] تحف العقول: 481.

[6] أمالي الصدوق: 248، من لا يحضره الفقيه 401: 4.

[7] حياة الامام الهادي عليه السلام: 11 / 159.

[8] حياة الامام الهادي عليه السلام: 152، عن أمالي الشيخ المفيد رحمه الله.

[9] معاني الأخبار: 174.

[10] مروج الذهب 547 - 546: 2 - بيروت - 1982، سيرة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام 475: 2.

[11] أمالي الشيخ المفيد رحمه الله: 336.

[12] آل عمران: 83.

[13] أمالي الطوسي: 546 / 282.