عصر الدمي الحاكمة!
من الملاحظ، ان عصر الامام الهادي (ع)، هو عصر الثورات و الانتفاضات من جهة، و عصر الانقلابات العسكرية من جهة اخري، فحتي المتوكل الذي حكم هذه المدة المديدة، لم ينج من هذه المحاولات، فاطيح به و قتل عبر انقلاب عسكري.
و من الملاحظ أيضا، ان اصحاب الانقلابات هم من الاتراك الذين يمثلون قيادات الجيش و مراتبه العليا.
فمن هؤلاء كان بغا الكبير و ابنه موسي بن بغا و اخوه محمد بن بغا و كيغلغ، و بابكيال، و اسارتكين، و سيما الطويل و ياركوج و طبايغو، و اذ كوتكين و بغا الصغير الشرابي و وصيف بن باغر التركي و قد تفرد اهذان الاخيران بالامور. [1] .
حينها كانت الانقلابات العسكرية متوالية و انجح ما يكون، حتي انه
[ صفحه 15]
كان الخليفة مجرد دمية في مسرح الانقلابات، تحركها ايدي العسكريين من خلف الستار، لما يمتلكونه من هيمنة و سيطرة علي مؤسسات النظام، و ما يتمتعون به من نفوذ ثاقب في داخل السلطة. و الي هذا يشير المعتمد:
أليس من العجائب أن مثلي
يري ما قل ممتنعا عليه
و تؤخذ باسمه الدنيا جميعا
و ما من ذاك شي ء في يديه
اليه تحمل الاموال طرا
و يمنع بعض ما يجبي أليه
و السؤال المطروح: ما هو موقف الأمة من ذلك؟
نستطيع ان نستشف الاجابة علي هذا السؤال من خلال الثورات و الانتفاضات التي حدثت و وقعت... كذلك من مواقف و نشاطات الحركة الرسالية من ذلك الوضع السي ء، و من خلال ما يجري علي ألسنة الناس ازاء هذه الاوضاع.
عندما تفرد بغا الصغير الشرابي و وصيف بن باغر التركي بامور الدولة، اخذت الجماهير تردد هذين البيتين من الشعر المعبرين عن رؤيتها السياسية في النظام...: -
خليفة في قفص
بين وصيف و بغا
يقول ما قالا له
كما تقول البغبغا
لقد كان الشعر وسيلة اعلامية طاغية في ذلك العصر علي جميع الوسائل
[ صفحه 16]
الاخري، و هي تعبر عن احاسيس و مشاعر الناس و بكل قوة تجاه تأزم و تدهور الاوضاع السياسية و غيرها.
[ صفحه 19]
پاورقي
[1] تاريخ الغيبة الصغري ص 60.