بازگشت

الرواية الثانية


و قال المسعودي في اثبات الوصية ان بريحة العباسي صاحب الصلاة بالحرمين كتب الي المتوكل: «ان كان لك في الحرمين حاجة فاخرج علي ابن محمد منها فانه قد دعا الناس الي نفسه و اتبعه خلق كثير. و تابع بريحة الكتب في هذا المعني» [1] .

هذه الرواية تجيبنا علي السؤال المطروح آنفا و هو:



[ صفحه 24]



لماذا هذه السعاية؟

نستنتج الجواب من هذه الرواية في النقاط التالية: -

1 / قوة نفوذ القيادة الرسالية «ان كان لك في الحرمين حاجة...

2 / تنظيم الجماهير و صهرها في بوتقة الحركة الرسالية. «قد دعا الناس الي نفسه».

3 / استجابة الجماهير، و التفافها حول تلك القيادة. «و اتبعه خلق كثير».

4 / الايقاع بالامام (ع) في شباك و شراك السلطة، و التخلص من نفوذه عن طريق النفي «ان كان لك في الحرمين حاجة فاخرج علي بن محمد منها».

5 / ان استمرارية (بريحة) ارسال الكتب - التقارير - في هذا السياق بدل علي خوف السلطة و هواجسها ازاء تعاظم و تفاقم نفوذ الامام و الحركة الرسالية، و ما يخلفه من وضع ثوري له انعكاسات و تأثيرات علي كيان الوالي.

كما توضح أيضا: عجز الوالي عن التصدي و الوقوف أمام أعمال و نشاطات الحركة الرسالية.



[ صفحه 25]



و هنا سؤال يطرح نفسه: ما هي نوعية اعمال الامام الهادي (ع) في المدينة المنورة؟

يقول العلامة السيد محمدتقي المدرسي في هذا الصدد:

«ان أعمال الائمة المعصومين (ع) كانت علي نوعين: -

النوع الأول: بمثابة تأسيس لفكر الثورة و ما شابه.

النوع الثاني: بمثابة مواصلة للمسيرة السابقة، لكي تنمو و تتوسع، فمثلا الامام علي (ع) هو الذي اسس الحركة الرسالية بتفاصيلها التنظيمية و القيادية.

بينما الامام الحسن (ع) تابع نفس المسيرة التي بدأها الامام علي بن ابي طالب (ع). كذلك نجد ان الامام الصادق (ع) اسس الكيان الفقهي للحركة، اما الامام الكاظم فلم يشأ ان يتوغل في هذا الا المجرد توسيع البناء السابق. [2] .

و بالطبع، فان الامام الهادي (ع) في المدينة كان يقوم بالدور الثاني، الامر الذي كان يسبب تهديد خطرا علي كيان والي المدينة خاصة، و النظام العباسي ككل.



[ صفحه 26]




پاورقي

[1] في رحاب أئمة أهل البيت ج 5 -3 ص 176.

[2] التاريخ الاسلامي ص 390.