الرواية الرابعة
روينا باسنادنا الي محمد بن جرير الطبري باسناده قال: حدثني ابوالحسن محمد بن اسماعيل بن احمد القهقلي الكاتب بسر من رأي سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة قال: حدثني أبي كنت بسر من رأي اسير في درب الحصا فرأيت يزداد الطبيب النصراني تلميذ يختيشوع و هو منصرف من دار موسي بن بغا فسايرني و افضي الحديث الي ان قال: أتري هذا الجدار؟ تدري من صاحبه؟ قلت: و من صاحبه؟ قال هذا الفتي العلوي الحجازي - يعني علي محمد بن الرضا (ع) و كنا نسير في فناء داره.
قلت ليزداد: نعم، فما شأنه قال: «كذا و كذا». ان كان مخلوق يعلم الغيب فهو، قلت: فكيف ذلك؟ قال: أخبرك عنه... «الي أن
[ صفحه 34]
قال» و بلغني ان الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه (فزع) لئلا ينصرف اليه وجوه الناس فيخرج هذا الامر عنهم (سقوط الحكم العباسي)، يعني بني العباس». [1] .
تتميز هذه الرواية عن الروايات السابقة، في كونها نابغة من بلاط النظام - «بسامراء»، - و تعبر عن شعور السلطة و موقفها، و ردود فعلها ازاء الامام (ع) في المدينة.
فاستقدام الامام (ع) كان بسبب فزع المتوكل و خوفه من التفاف الجماهير حول الامام (ع)، و تفاقم الاوضاع السياسية في غير صالحه، الامر الذي يهدد كيانه بالزوال و الاندثار.
هذا باختصار، ما أردنا تبيانه في هذه الصفحات عن حياة الامام (ع) في المدينة المنورة.
[ صفحه 37]
پاورقي
[1] بحارالأنوار ج 5 ص 161.