بازگشت

العروض العسكرية


روي «ان المتوكل او الواثق او غيرهما امر العسكر» [1] و هم تسعون الف فارس من الاتراك الساكنين بسر من رأي ان يملأ كل واحد مخلاة فرسه من الطين الاحمر، و يجعلوا بعضه علي بعض في وسط تربة واسعة هناك، ففعلوا.

فلما صار مثل جبل عظيم و اسمه تل المخالي [2] صعد فوقه - منصة العرض العسكري -، و استدعي اباالحسن و استصعده، و قال استحضرتك لنظارة خيولي و قد كان امرهم ان يلبسوا التجافيف [3] و يحملوا الاسلحة و قد عرضوا اباحسن زينه، و اتم عده، و اعظم هيبه. و كان غرضه ان يكسر قلب كل من يخرج عليه و كان خوفه من ابي الحسن (ع) ان يأمرا احدا من اهل بيته ان يخرج علي الخليفة.

فقال له ابوالحسن (ع): و هل اعرض عليك عسكري؟ قال: نعم، فدعا الله سبحانه فاذا بين السماء و الارض من المشرق و المغرب ملائكة مدججون، فغشي علي الخليفة، فلما أفاق قال: ابوالحسن (ع) نحن لا ننا



[ صفحه 41]



قشكم في الدنيا نحن مشغولون بأمر الاخرة فلا عليك شي ء مما تظن» [4] .

الحركة الرسالية اليوم تواجه مثل هذه السياسات بالضبط من قبل الاستكبار العالمي المتمثل في الشرق و الغرب.

او لم تكن امريكا قد استعرضت عضلاتها بعروضها العسكرية امام الحركة الرسالية في ايران؟!

او لم تكن الرياح و الرمال جنود الله المؤيدة للحركة الرسالية في مقابل الاستكبار الامريكي؟

او لم يندهش العالم باسره - و في مقدمتهم الرئيس الامريكي - من واقعه طبس حيث تدخلت القوة الغيبية؟!.

حقا، انهم جهلاء بتاريخنا، و بمصدر قوتنا و عزيمتنا،.. فهم يدينون ذواتهم بانفسهم، فكيسنجر احد اقطاب الاستكبار الامريكي يقول: «التاريخ لا يعيد نفسه، و انما يعيده الجاهلون به»


پاورقي

[1] في المصدر المطبوع ان المتوكل قتل الواثق و أمر العسكر الخ.

[2] المخالي جمع المخلاة و هي ما يجعل فيه العلن و يعلق في عنق الدابة لتغلفه.

[3] «التجافيف» جمع التجفاف بالكسر و هو آله للحرب بلبسه الفرس و الانسان ليقيه في الحرب.

[4] بحارالأنوار، ج 50 ص 155.