بازگشت

السجن


و بعد، و قد فشلت جميع محاولات الايقاع بالامام (ع) في شباك و فخاخ المتوكل.. فما العمل؟ لا سيما و ان الامام (ع) مسترسل في اعماله و نشاطاته، و ان ضيق الخناق عليه، فهو بطريقة او باخري يجد المخرج و هو الامام المعصوم التقي..

[و من يتقي الله يجعل له مخرجا] [1] .

و هذا واضح من الرواية التالية، حيث لم يجدي السجن نفعا، و لم تكن له فعالية، فالجماهير الرسالية آخذه بالاتصال بالامام (ع) عبر قوتها التنظيمية المتوغلة و المتغلغلة في اجهزة و مؤسسات السلطة.

تقول الرواية: عن علي بن ابراهيم عن عبدالله بن احمد الموصلي، عن الصقر بن دلف الكرخي قال: لما حمل المتوكل سيدنا اباالحسن العسكري (ع) جئت اسأل عن خبره: قال: فنظر الي الزرافي و كان حاجبا للمتوكل فأمر ان ادخل اليه فادخلت اليه، فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خير ايها الاستاذ، فقال: اقعد فأخذني ما تقدم و ما تأخر، و قلت: اخطأت في المجي ء؟

قال: فوصي الناس عنه - اي شار اليهم ان يبعدوا عنه - ثم قال لي: ما شأنك و فيم جئت؟



[ صفحه 48]



قلت لخير ما فقال: لعلك تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: و من مولاي؟ مولاي اميرالمؤمنين، فقال: اسكت! مولاك هو الحق فلا تحتشمني فأني علي مذهبك فقلت: الحمد لله.

قال: اتحب ان تراه؟ فقلت: نعم، قلت: اجلس حتي يخرج صاحب البريد من عنده.

قال: فجلست فلما خرج قال لغلام له: خد بيد الصقر و ادخله الي الحجرة التي فيها العلوي المحبوس، و خل بينه و بينه، قال: فأدخلني الي الحجرة و أومأ الي بيت فدخلت فأذا هو جالس علي صدر حصير و بحذاه قبر محفور قال: فسلمت عليه فرد علي ثم امرني بالجلوس ثم قال لي: يا صقر ما أتي بك؟ قلت سيدي جئت اتعرف خبرك؟ قال: ثم نظرت الي القبر فبكيت فنظر الي فقال يا صقر لا عليك لن يصلوا الينا بسوء الآن، فقلت الحمدلله [2] .. (ثم سأله صقر مسألة، فأجاب الامام (ع) عليها، و خرج صقر من عنده).


پاورقي

[1] الطلاق / 2.

[2] بحارالأنوار ج 50 ص 194.