بازگشت

المعاجز


كان رصيد المعاجز من حياة الامام (ع) هائلا و ضخما، و كانت تحارب من قبل النظام العباسي لما لها من وقع خاص علي قلوب الجماهير، و فعالية مؤثرة في النفوس و الضمائر..

فمن ابي محمد الفحام بالاسناد عن سلمه الكاتب قال: قال خطيب يلقب بالهريسه للمتوكل: ما يعمل احد بك ما تعمله بنفسك في علي ابن محمد، فلا في الدار الا من يخدمه، و لا يتعبونه، يشيل الستر لنفسه، فأمر



[ صفحه 64]



المتوكل بذلك فرفع صاحب الخبر ان علي بن محمد دخل الدار، فلم يخدم و لم يشل احد بين يديه الستر و فهب هواء فرفع الستر حتي دخل و خرج، فقال: شيلوا له الستر بعد ذلك فلا نريد ان يشيل له الهواء» [1] .

ما هي اهداف المعاجز؟

نستطيع ان نلخص الاهداف في النقاط التالية: -

1/ دلالة علي امامته و شرعيته و تأيده من الله تعالي. [2] .

2/ كسب الافراد و الجماهير. [3] .



[ صفحه 65]



3/ لاخراج الشك من اتباعه [4] .

4/ سلاح دفاعي في مقابل اسلحة النظام [5] .

5/ لابراز اهمية و ضرورة اكتساب الفرد الرسالي لبعض



[ صفحه 66]



الخصائص و المميزات كاللغة مثلا [6] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار ج 50 ص 203.

[2] عن أبي محمد الفحام عن سلمة الكاتب قال: قال خطيب يلقب بالهريسة للمتوكل ما يعمل أحد بك ما تعمله بنفسك في علي بن محمد فلا في الدار الا من بخدمه و لا يتعبونه يشيل الستر لنفسه فأمر المتوكل بذلك فرفع صاحب الخبر أن علي بن محمد دخل الدار فلم يخدم و لم يشل أحد بين يديه الستر فهب هواء فرفع الستر حتي دخل و خرج، فقال شيلوا له الستر بعد ذلك فلا نريد أن يشيل له الهواء.

و في تخريج أبي سعيد العامري رواية عن صالح بن الحكم بياع السابري قال: كنت واقفيا فلما أخبرني حاجب المتوكل بذلك أقبلت استهزي ء به اذ خرج أبوالحسن فتبسم في وجهي من غير معرفة بيني و بينه و قال: يا صالح ان الله تعالي قال في سليمان «و سخرنا له الريح نجري بأمره رخاءا حيث أصاب» و نبيك و اوصياء نبيك أكرم علي الله تعالي من سليمان، قال: و كأنما انسل من قلبي الضلالة فتركت الوقف».

[3] «عن أبي الفتح غازي بن محمد الطرائفي، عن علي بن عبدالله الميموني عن محمد بن علي معمر، عن علي بن يقطين بن موسي الاهوازي قال: كنت رجلا أذهب مذاهب المعتزلة، و كان يبلغني من أمر أبي الحسن علي بن محمد ما استهزي ء به و لا اقبله فدعتني الحال الي دخولي بسر من رأي للقاء السلطان فدخلتها، فلما كان وعد السلطان الناس ان يركبوا الي الميدان.

فلما كان من غد ركب الناس في غلائل القصب، بأيديهم المراوح و ركب أبوالحسن (ع) في زي الشتاء و عليه لباد و برنس، و علي سلاجه تجفاف طويل و قد عقد ذنب دابته، و الناس يهزؤن به و هو يقول: «ألا ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب».

فلما توسطوا الصحراء، و جادوا بين الحائطين، ارتفعت سحابة و أرخت السماء عزاليها، و حاضت الدواب الي ركبها في الطين، و لوثتهم أذنابها، فرجعوا في أقبح زي، و رجع أبوالحسن (ع) في أحسن زي، و لم يصبه شي ء مما أصابهم فقلت: ان كان الله عزوجل أطلعه علي هذا السر فهو حجة.

ثم انه لجأ الي بعض السقايف، فلما قرب نحي البرنس، و جعله علي قربوس سرجه ثلاث مرات ثم التفت الي و قال: ان كان من حلال فالصلاة في الثوب حلال، و ان كان من حرام فالصلاة في الثوب حرام، فصدقته و قلت بفضله و لزمته.

بحارالأنوار ج 50 ص 188 -187.

[4] روي أبومحمد البصري عن أبي العباس خال شبل كاتب ابراهيم بن محمد قال: كنا أجرينا ذكر أبي الحسن (ع) فقال لي: يا أبامحمد لم اكن في شي ء من هذا الأمر و كنت أعيب علي أخي، و علي أهل هذا القول عيبا شديدا بالذم و الشتم الي أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكل الي المدينة في احضار أبي الحسن (ع) فخرجنا الي المدينة.

فلما خرج و صرنا في بعض الطريق و طوينا المنزل و كان منزلا صائفا شديد الحر فسألناه أن ينزل فقال: لا، فخرجنا و لم نطعم و لم نشرب فلما اشتد الحر و الجوع و العطش فبينما و نحن اذ ذلك في أرض ملساء لا نري شيئا و لا ظل و لا ماء نستريح فعلنا نشخص بأبصارنا نحوه قال،: و مالكم أحسبكم جياعا و قد عطشتم فقلنا: اي و الله يا سيدنا قد عيينا قال: عرسوا! و كلوا و اشربوا. فتعجبت من قوله و نحن في صحراء ملساء لا نري فيها شيئا نستريح اليه، و لا نري ماءا و لا ظلا، فقال: ما لكم عرسوا فابتدرت الي القطار لأنيخ ثم التفت و اذا أنا بشجرتين عظيمتين تستظل تحتها عالم من الناس و اني لأعرف موضعهما أنه أرض براح قفراء، و اذا بعين تسيح علي وجه الأرض أعذب ماء و أبرده.

فنزلنا و أكلنا و شربنا و استرحنا، و ان فينا من سلك ذلك الطريق مرارا فوقع في قلبي ذلك الوقت أعاجيب، و جعلت أحد النظر اليه و أتأمله طويلا و اذا نظرت اليه تبسم و زوي وجهه عني.

فقلت في نفسي: و الله لأعرفن هذا كيف هو؟ فأتيت من وراء الشجرة فدفنت سيفي و وضعت عليه حجرين و تغوطت في ذلك الموضع و تهيأت للصلاة فقال أبوالحسن (ع): أسترحتم؟ قلنا: نعم، قال، فارتحلوا علي اسم الله، فارتحلنا.

فلما أن سرنا ساعة رجعت علي الأثر فأتيت الموضع فوجدت الأثر و السيف كما وضعت و العلامة و كأن الله لم يخلق ثم شجرة و لا ماءا و لا ظلالا و لا بللا فتعجبت من ذلك، و رفعت يدي ال يالسماء فسألت الله الثبات علي المحبة و الايمان به، و المعرفة منه، و أخذت الاثر فلحقت القوم.

فالتفت الي أبوالحسن (ع) و قال: يا أباالعباس فعلتها؟ قلت: نعم يا سيدي، لقد كنت شاكا و أصبحت أنا عند نفسي من أغني الناس في الدنيا و الآخرة فقال: هو كذلك هم معدودون معلومون لا يزيد رجل و لا ينقص».

بحارالأنوار ج 50 ص 157 -156.

[5] «روي أبوسعيد سهل بن زياد قال: حدثنا أبوالعباس فضل بن أحمد بن اسرائيل الكاتب و نحن في داره بسامراء فجري ذكر أبي الحسن فقال: يا أباسعيد اني أحدثك بشي ء حدثني به أبي قال: كنا مع المعتز و كان أبي كاتبه فدخلنا الدار، و اذا المتوكل علي سريره قاعد، فسلم المعتز و وقف و وقفت خلفه، و كان عهدي به اذا دخل رحب به و يأمر بالقعود فأطال القيام، و جعل يرفع رجلا و يضع أخري و هو لا يأذن له بالقعود.

و نظرت وجهه يتغير ساعة بعد ساعة و يقبل علي الفتح مقبل عليه يسكنه، و يقول: مكذوب عليه يا أميرالمؤمنين و هو يتلظي و يقول: و الله لأقتلن هذا المرائي الزنديق و هو يدعي الكذب، و يطعن في دولتي ثم قال: جئتني بأربعة من الخزر فجي ء بهم و دفع اليهم أربعة أسياف، و أمرهم أن يرطنوا بألسنتهم اذا دخل أبوالحسن، و يقبلوا عليه بأسيافهم فيخبطوه، و هو يقول: و الله لأحرقنه بعد القتل، و أنا منتصب قائم خلف المعتز من وراء الستر.

فما علمت الا بأبي الحسن قد دخل، و قد بادر الناس قدامه و قالوا: قد جاء و التفت فاذا أنا به و شفتاه تتحركان، و هو غير مكروب و لا جازع، فلما بصر به المتوكل رمي بنفسه عن السرير اليه، و هو سبقه، و انكب عليه فقبل بين عينيه و يده، و سيفه بيده، و هو يقول: يا سيدي يا ابن رسول الله يا خير خلق الله يا ابن عمي يا مولاي يا أباالحسن! و أبوالحسن (ع) يقول: أعيذك يا أميرالمؤمنين بالله اعفني من هذا، فقال: ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت قال: جاءني رسولك فقال: المتوكل يدعوك، فقال: كذب ابن الفاعله ارجع يا سيدي من حيث شئت، يا فتح! يا عبيدالله! يا معتز شيعوا سيدكم و سيدي.

فلما بصر به الخزر خروا سجدا مذعنين فلما خرج دعاهم المتوكل ثم أمر الترجمان أن يخبره بما يقولون، ثم قال لهم: لم لم تفعلوا ما أمرتم؟ قالوا: شدة هيبته رأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأملهم، فمنعنا ذلك عما أمرت به، و امتلأت قلوبنا من ذلك، فقال المتوكل: يا فتح هذا صاحبك، وضحك في وجهه وضحك التفح في وجهه. فقال: الحمد لله الذي بيض وجهه، و أنار حجته».

بحارالأنوار ج 50 ص 196.

[6] «عن جعفر الفزاري، عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت علي ابي الحسن (ع) فكلمني بالهندية فلم احسن أن أرد عليه، و كان بين يديه ركوة ملآ حصا فتناول حصاة واحدة و وضعها في فيه و مصها مليا ثم رمي بها الي فوضعتها في فمي فو الله ما برحت من عنده حتي تكلمت بثلاثة و سبعين لسانا أولها الهندية».

بحارالانوار ج 50 ص 156.