الشعر الرسالي
يعتبر الشعر في ذلك العصر الوسيلة الاعلامية الاكثر رواجا، و الاوسع انتشارا بين صفوف الجماهير، و ذلك لما له من قوة بلاغية معبرة و صادقة عن احاسيس الامة و آلامها.. و العكس صحيح اذا جيز لخدمه مصالح السلطة، و اهداف النظام كبوق اعلامي.
و لعل في الرواية التالية مصداقية الاحاسيس الفياضة التي تكنها الجماهير و تعبر عنها ألسنة الشعراء تجاه آل البيت (ع)...
فعن «ابومحمد الفحام قال: سأل المتوكل ابن الجهم: من اشعر الناس؟ فذكر شعراء الجاهلية و الاسلام، ثم انه سأل اباالحسن فقال: الجماني حيث يقول:
لقد فاخرتنا من قريش عصابة
بمد خدود و امتداد اصابع
فلما تنازعنا المقال قضي لنا
عليهم بما بهوي نداء الصوامع
[ صفحه 69]
ترانا سكوتا و الشهيد بفضلنا
عليهم جهير الصوت في كل جامع
فان رسول الله احمد جدنا
و نحن نبوه كالنجوم الطوالع
قال: و ما نداء الصوامع يا اباالحسن؟ قال: اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله جدي ام جدك؟ فضحك المتوكل ثم قال: هو جدك لا ندفعك عنه [1] .
نلاحظ هنا ان الامام (ع) هو الذي استخدم هذا النمط من السلاح - كما استخدمه سابقا - و حصل علي اعتراف من قبل المتوكل بشرعيته، حينما سأله جدي ام جدك؟ فقال له: هو جدك لا ندفعك عنه.
پاورقي
[1] مناقب آل ابي طالب ج 4 ص 406.