بازگشت

اللغة


هناك روايات كثيرة منقولة عن الامام (ع) في هذا المضمار. فيا تري ما اهمية اللغة في حياة الامام (ع)؟

اللغة مفتاح التجانس و الانسجام مع الشعوب، حيث يتم من خلالها التعرف علي مشاكلهم و مصاعبهم و آلامهم.. فعن محمد بن عيسي، عن علي ابن مهزيار، قال: ارسلت الي ابي الحسن (ع) غلامي و كان صقلابيا، فرجع الغلام الي متعجبا فقلت له: مالك يا بني؟ فقال: كيف لا اتعجب ما زال يكلمني بالصقلابية كأنه واحد منا، و انما اراد بهذا الكتمان عن القوم [1] .

ملاحظة: -

«كم من المآزق و المتاعب.. سببتها اللغة للافراد الرساليين في مهماتهم؟ و كم من الافراد كانت اللغة وسيلة لديهم في انقاذ انفسهم، و الحيلولة دون وقوعهم في تلك المصاعب و المشاكل... و هناك قصص كثيرة في هذا الصدد لا مجال لذكرها».

يقول الامام علي (ع):



[ صفحه 71]



«من عرف لغة قوم أمن مكرهم»

و يقول آية الله العظمي السيد الشيرازي في محاضرة له عنوانها «عشرة اشياء تقدم الانسان» - يقول - «الشي الخامس هو: اللسان، و كل لسان في الحقيقة انسان.. انت تعرف لغتين، اذن انت انسانين، و اذا عرفت ثلاث لغات فأنت ثلاثة رجال.. و هكذا دواليك».

لا حظوا ان السيد الشيرازي اعطي اهمية خاصة في تسلسل الاشياء العشرة التي تقدم الانسان، و احتلت اللغة المرتبة الخامسة.

و الأئمة عليهم السلام، كانوا يعرفون لغات الاقوام الاخري، فالامام الجواد (ع)، مثلا، ناقش في مناظرة له مع زعماء اليهود و النصاري و المجوس كل علي حده و بلغتهم.

و تنقل الروايات لنا، عدد اللغات التي تكلم بها الامام (ع) فبالاضافة الي الهندية [2] و الصقلابية، كان يتكلم الفارسية، «فعن محمد بن الحسين عن علي بن مهزيار، عن الطيب الهادي قال: دخلت عليه فأبتدأني فكلمني بالفارسية» [3] .

و لكن هل يكتفي الامام (ع) بمعرفة ثلاث لغات فقط؟



[ صفحه 72]



بالطبع لا، فهناك رواية تدل علي ان الامام (ع) كان يتقن ثلاث و سبعين لغة [4] مختلفة، و هذا يدلنا علي ان الفرد الرسالي يجب ان يلم بلغات عديدة بقدر المستطاع، و الامام (ع) قدوة و اسوة شاملة لنا.

و الامام الهادي (ع) لم يقتصر علي معرفة لغات البشر بل تعدادها الي معرفة التخاطب مع الحيوانات [5] كالخيول مثلا.. و الجميع يعلم، اليوم انه كم تستفيد اجهزة مخابرات العالم من الحيوانات عبر تدريبها و ترويضها..

و اخيرا نستطيع ان نوجز اهمية اللغة للفرد الرسالي عبر النقاط التالية: -

1/ اللغة مفتاح نشر المبدأ و العقيدة، و الدفاع عن القضية.

2/ اللغة سياج امني واق من مكر الاعداء و أمن من شرهم.

3/ اللغة جزء من مقاييس تقدم الانسان و تخلفه.

هذه بعض الاساليب و التكتيكات التي مارستها الحركة الرسالية ضمن سلاحها الاعلامي في صراعها مع النظام العباسي، و هناك اساليب أخري كبث الاعلام عن طريق بعثات الامام (ع) و وكلائه مثلا.



[ صفحه 73]




پاورقي

[1] مناقب آل ابي طالب ج 4 ص 408.

[2] راجع البحث ص 2.

[3] بحارالانوار ج 50 ص 130.

[4] انظر البحث ص 2.

[5] بحارالانوار ج 50 ص 153.