بازگشت

في ذكر امامة أبي الحسن علي بن محمد الهادي و مناقبه


الامام بعد أبي جعفر محمد ابنه أبوالحسن علي بن محمد لنص أبيه عليه و لدلائل معتبرة باعتبار العقل.

قال اسماعيل بن مهران: لما خرج أبوجعفر عليه السلام من المدينة الي بغداد في الدفعة الأولي عند خروجه قلت له: جعلت فداك اني أخاف عليك في هذا الوجه فالي من الأمر بعدك؟ قال فكر بوجه ضاحكا الي، و قال لي ليس حيث ظننت في هذه السنة فلما استدعي به الي المعتصم صرت اليه فقلت له: جعلت فداك أنت خارج فالي من هذا الأمر بعدك؟ قال: فبكي حتي خضب لحيته، ثم التفت الي فقال: عند هذه يخاف علي الأمر، بعدي الي ابني علي.

قال زيد بن علي بن الحسين بن زيد: مرضت فدخلت علي الطبيب ليلا و وصف لي دواء آخذه في السحر كذا و كذا يوما فلم يمكنني تحصيله من الليل و خرج الطبيب من الباب و ورد صاحب أبي الحسن عليه السلام في الحال، و معه صرة فيها ذلك الدواء بعينه فقال لي أبوالحسن يقرأك السلام و يقول: خذ هذا الدواء كذا و كذا يوما فأخذت فشربت فبرأت.



[ صفحه 30]



قال محمد بن علي: فقال لي زيد بن علي: أين الغلاة عن هذا الحديث؟ قال خيزران الأسباطي: قدمت علي أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام المدينة فقال لي: ما خبر الواثق عندك؟ قلت جعلت فداك خلفته في عافية أنا من أقرب الناس عهدا به عهدي به منذ عشرة أيام قال: ان أهل المدينة يقولون: انه مات قلت: أنا أقرب الناس به عهدا قال فقال لي يا هذا ان الناس يقولون: انه مات فلما قال لي: ان الناس يقولون: علمت أنه يعني نفسي ثم قال لي: ما فعل جعفر؟ قلت تركته أسوء الناس حالا في السجن. قال فقال أما أنه صاحب الأمر ما فعل ابن الزيات؟ قلت الناس معه، و الأمر أمره فقال انه شؤم عليه قال ثم سكت و قال لي: لابد أن تجري مقادير الله، و أحكامه يا خيزران مات الواثق و قد قعد المتوكل جعفر، و قد قتل ابن الزيات قلت متي جعلت فداك؟ قال: بعد خروجك بستة أيام.

و كان شخوص أبي الحسن عليه السلام من المدينة الي سر من رأي أن عبدالله بن محمد كان يتولي الحرب و الصلاة في مدينة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فسعي بأبي الحسن عليه السلام الي المتوكل و كان يقصده بالأذي و بلغ أباالحسن عليه السلام سعايته به فكتب الي المتوكل تحامل عبدالله بن محمد و تكذيبه عليه فيما سعي به فتقدم المتوكل باجابته عن كتابه و دعائه فيه الي حضور العسكر علي جميل من الفعل و القول، و خرجت نسخة الكتاب و هي: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان أميرالمؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك مقدر من الأمور فيك و في أهل بيتك ما يصلح الله به حالك و حالهم، و يثبت به عزك و عزهم و يدخل الأمن عليك و عليهم يبتغي بذلك رضاء ربه و اداء ما افترض عليه فيك و فيهم و قد رأي أميرالمؤمنين صرف عبدالله بن محمد عما كان يتولي من الحرب و الصلاة بمدينة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اذا كان علي ما ذكرت من جهالته بحقك و استخفافه بقدرك و عندما قذفك به و نسبك اليه من الأمر الذي قد علم أميرالمؤمنين براءتك منه و صدق نيتك في برك و قولك



[ صفحه 31]



و انك لم توهل نفسك فيما فرقت بطلبه و قد ولي به أميرالمؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن الفضل و أمره باكرامك و تبجيلك و الانتهاء الي أمرك و رأيك و التقرب الي الله تعالي و الي أميرالمؤمنين بذلك و أميرالمؤمنين مشتاق اليك يحب أحداث العهد بك و النظر اليك فان نشطت لزيارته و المقام قبله ما أحببت شخصت، و من اخترت من أهل بيتك و مواليك و حشمك علي مهلة و طمأنينة ترحل اذا شئت و تنزل اذا شئت و تسير كيف شئت و أنا أحببت أن تكون مع يحيي بن هرثمة مولي أميرالمؤمنين و من معه من الجند يرحلون برحيلك و يسيرون بمسيرك، و الأمر في ذلك اليك و قد تقدمنا اليه بطاعتك فاستخر الله حتي توافي أميرالمؤمنين، فما أحد من اخوته و ولده و أهل بيته و خاصته ألطف منزلة و لا أحمد له أثرة و لا هو لهم أنظر و عليهم أشفق و بهم أبر واليهم أسكن منه اليك و السلام عليك و رحمة الله و بركاته.

و كتب ابراهيم بن العباس في شهر كذا، و من سنة ثلاث و أربعين و مئتين فلما وصل الكتاب الي أبي الحسن عليه السلام تجهز للرحيل و خرج مع يحيي بن هرثمة حتي وصل الي سر من رأي، فلما وصل اليها تقدم المتوكل بأن يحجب عنه في يومه فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك و أقام فيه يومه ثم تقدم المتوكل بأفراد دار له فانتقل اليها قال، صالح بن سعيد دخلت علي أبي الحسن عليه السلام يوم وروده فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا اطفاء نورك و التقصير بك حتي أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال ها هنا أنت يابن سعيد ثم أومأ بيده فاذا أنا بروضات انقات و أنهار جاريات و حنان فيها خيرات عطرات و ولدان كأنهم اللؤلؤ المكنون فحار بصري و كثر عجبي فقال لي: حيث كنا فهذا لنا يا ابن سعيد لسنا في خان الصعاليك، و أقام أبوالحسن عليه السلام مدة مقامه بسر من رأي مكرما له في ظاهر حاله يجتهد المتوكل بايقاع حيلة به فلا يتمكن من ذلك و له معه أحاديث يطول بذكره الكتاب. [1] .



[ صفحه 32]



قيل لأبي عبدالله عليه السلام: ما لمن زار أحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

قال الرضا عليه السلام: ان لكل امام عهدا في عنق أوليائهم و شيعتهم، و من تمام الوفاء و العهد و حسن الاداء زيارة قبورهم من زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا لما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة.

قال أبومحمد الحسن بن علي عليهماالسلام قبري بسر من رأي أمان لأهل الجانبين.

و كانت مدة امامته ثلاث و ثلاثين سنة و كانت مدة مقامه بسر من رأي الي أن قبض عليه السلام عشرين سنة و أشهر. [2] .

و كان في أيام امامته بقية ملك المعتصم.

ثم ملك الواثق خمس سنين و سبعة أشهر.

ثم ملك المتوكل أربع عشرة سنة.

ثم ملك ابنه المنتصر ستة أشهر.

ثم ملك المستعين و هو أحمد بن محمد بن المعتصم سنتين و تسعة أشهر.

ثم ملكك المعتز و هو الزبير بن المتوكل ثماني سنين و ستة أشهر.

و في آخر ملكه استشهد ولي الله علي بن محمد عليهماالسلام، و دفن في داره بسر من رأي. [3] .



[ صفحه 33]




پاورقي

[1] و ذكره في أعلام الوري للشيخ الطبرسي ص 407 - 406. و في كشف الغمة للأربلي ج 3 ص 176. و في الأنوار البهية للقمي ص 240 - 293.

[2] روضة الواعظين للشيخ محمد النيسابوري ص 271 - 268.

[3] مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج 4 ص 401.

و اعلام الوري للشيخ الطبرسي ص 397 - 396.

و كشف الغمة لابن أبي الفتح الاربلي ص 190 ج 3.