بازگشت

في كيفية اعطائه الرجل الكوفي حتي أغناه


و أما مناقبه: فمنها ما حل في الآذان محل حلاها باشنافها، و اكتنفه شغفا به اكتناف اللآلي الثمينة بأصدافها.

و أشهد لأبي الحسن أن نفسه موصوفة بنفائس أوصافها، و انها نازلة من الدوحة النبوية ذري أشرافها و شرفات أعرافها. و ذلك أن أباالحسن عليه السلام كان يوما قد خرج من سر من رأي الي قرية لمهم عرض له، فجاء رجل من الأعراب يطلبه.

فقيل له: قد ذهب الي الموضع الفلاني فقصده، فلما وصل اليه قال له: ما حاجتك؟

فقال: أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بولاء جدك علي بن أبي طالب عليه السلام، و قد ركبني دين فادح أثقلني حمله، و لم أر من أقصده لقضائه سواك.

فقال له أبوالحسن عليه السلام: طب نفسا و قرعينا، ثم أنزله.

فلما أصبح ذلك اليوم قال له أبوالحسن: اريد منك حاجة، الله



[ صفحه 40]



الله أن تخالفني فيها! فقال الأعرابي لا أخالفك.

فكتب أبوالحسن عليه السلام ورقة بخطه معترفا فيها أن عليه للأعرابي مالا عينه فيها يرجح علي دينه.

و قال: خذ هذا الخط فاذا اوصلت الي سر من رأي أحضر الي و عندي جماعة فطالبني به، و أغلظ القول علي في ترك ايفائك اياه، الله الله في مخالفتي.

فقال: أفعل، و أخذ الخط، فلما وصل أبوالحسن عليه السلام الي سر من رأي و حضر عنده جماعة كثيرون من أصحاب الخليفة و غيرهم، حضر ذلك الرجل و أخرج الخط و طالبه؛ و قال كما أوصاه.

فألان أبوالحسن عليه السلام له القول و رفقه و جعل يعتذر اليه و وعده بوفائه و طيبة نفسه.

فنقل ذلك الخليفة المتوكل، فأمر أن يحمل الي أبي الحسن عليه السلام ثلاثون ألف درهم.

فلما حملت اليه، تركها الي أن جاء الرجل.

فقال عليه السلام: خذ هذا المال فأقض منه دينك و أنفق الباقي علي عيالك و أهلك و اعذرنا.

فقال له الأعرابي: يا ابن رسول الله، والله ان أملي كان يقصر عن ثلث هذا ولكن الله أعلم حيث يجعل رسالاته، و أخذ المال و انصرف.

(و هذه منقبة من سمعها حكم له بمكارم الأخلاق، و قضي له بالمنقبة المحكوم بشرفها بالاتفاق) [1] .



[ صفحه 41]




پاورقي

[1] كشف الغمة لابن أبي الفتح الاربلي ص 167 - 166 ج 3.

و الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص 235 - 234.