بازگشت

و مثل هذا ما جري لخضر النبي مع مسكين


و يشبه هذا ما روي عن «الطبرسي في كتاب أعلام الوري» عن (أبي امامة) [1] .

أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال ذات يوم لأصحابه:

ألا أحدثكم عن الخضر؟ قالوا: بلي يا رسول الله.

قال صلي الله عليه و آله و سلم: بينا هو يمشي في سوق من أسواق بني اسرائيل، اذ بصر به مسكين، فقال: تصدق علي بارك الله فيك.

قال الخضر: آمنت بالله، ما يقضي الله يكون، ما عندي من شي ء أعطيكه.

قال المسكين: بوجه الله تصدقت علي، اني رأيت الخير في وجهك و رجوت الخير عندك.

قال الخضر عليه السلام: آمنت بالله انك سألتني بأمر عظيم، ما عندي من شي ء أعطيكه الا أن تأخذني فتبيعني.

قال المسكن: و هل يستقيم هذا؟

قال: الحق أقول لك: انك سألتني بأمر عظيم، سألتني بوجه ربي عزوجل، أما اني لا أخيبك في مسألتي بوجه ربي، فبعني فقدمه الي السوق فباعه بأربعمائة درهم.

فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شي ء.

فقال الخضر عليه السلام: انما أبتعتني التماس خدمتي، فمرني بعمل.

قال: اني أكره أن أشق عليك، انك شيخ كبير.



[ صفحه 42]



قال: لست تشق علي، قال: فقم فأنقل هذه الحجارة.

قال: و كان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم، فقام فنقل الحجارة في ساعته، فقال له أحسنت و أجملت و أطقت ما لم يطقه أحد.

قال: ثم عرض للرجل سفر، فقال: اني أحسبك أمينا فأخلفني في أهلي خلافة حسنة، و اني أكره أن أشق عليك.

قال: لست تشق علي.

قال: فاضرب من اللبن شيئا حتي أرجع اليك.

قال: فخرج الرجل السفرة و رجع و قد شيد بناء، فقال له الرجل: أسألت بوجه الله ما حسبك و ما أمرك؟

قال: انك سألتني بأمر عظيم، بوجه الله عزوجل، و وجه الله أوقعني في العبودية، و سأخبرك من أنا.

أنا الخضر الذي سمعت به، سألني مسكين صدقة و لم يكن عندي شي ء أعطيه، فسألني بوجه الله [2] عزوجل.

فراد سائله و هو قادر علي ذلك وقف يوم القيامة ليس لوجهه جلد و لا لحم و لا دم الا عظم يتقعقع [3] .

قال الرجل: شققت عليك و لم أعرفك.

قال: لا بأس اتقيت و أحسنت.

قال: بأبي أنت و أمي أحكم في أهلي و مالي بما أراك الله عزوجل، أم أخيرك فأخلي سبيلك.

قال: أحب الي أن تخلي سبيلي فأعبد الله علي سبيله.



[ صفحه 43]



فقال الخضر: الحمدلله الذي أوقعني في العبودية فأنجاني منها [4] .


پاورقي

[1] قال الشيخ عباس القمي:....

[2] فجعلت نفسي عبدا له حتي باعني، و من سأل الله عزوجل الخ ظ.

[3] أي صوت عند التحرك.

[4] الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص 236 - 235.