بازگشت

في علمه و سيرته مع المتوكل حتي ثني عليه أنه لا ينادمه في شراب الخمر معه


(محمد بن يعقوب) قال: حدثنا الحسن بن الحسين الحسيني قال: حدثني «أبوالطيب يعقوب بن ياسر» قال:

كان المتوكل يقول: و يحكم قد أعياني أمر ابن الرضا، وجهدت أن يشرب معي أو ينادمني، فامتنع، وجهدت أن أجد فرصة في هذا المعني فلم أجدها.



[ صفحه 103]



فقال له بعض من حضر: ان لم تجد من ابن الرضا [1] ما تريده من هذا الحال؟ فهذا اخوه موسي اللاهي و اللاعب علي الطعام، قصاف، عزاف، يأكل و يشرب و يعشق و يتخالع [2] ، فأحضره و أشهره، فان الخبر يشيع عن ابن الرضا بذلك، و لا يفرق الناس بينه و بين أخيه، من عرفه اتهم أخاه بمثل فعاله.

فقال: اكتبوا باشخاصه مكرما، فأشخص مكرما، و تقدم المتوكل أن يلقاه جميع بني هاشم و القواد و سائر الناس، و عمل علي أنه اذا وافي أقطعه قطيعة [3] و بني له فيها و حول اليه الخمارين و القيان [4] و تقدم بصلته و بره و أفرد له منزلا سريا [5] يصلح لأن يزوره هو فيه، فلما وافي موسي تلقاه أبوالحسن عليه السلام في قنطرة وصيف، و هو موضع يتلقي فيه القادمون، فسلم عليه و وفاه حقه ثم قال له: ان هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك و يضع منك فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط، و اتق الله يا أخي أن ترتكب محظورا، فقال له موسي: انما دعاني لهذا فما حيلتي؟

قال عليه السلام: فلا تضع من قدرك و لا تعص ربك و تفعل ما يشينك فما غرضه الا هتكك.

فأبي عليه موسي، فكرر عليه أبوالحسن عليه السلام القول و الوعظ و هو مقيم علي خلافة، فلما رأي أنه لا يجيب قال له:

أما ان المجلس الذي تريد الاجتماع معه عليه لا تجتمع عليه أنت و هو أبدا.



[ صفحه 104]



فأقام موسي ثلاث سنين يبكر كل يوم الي باب المتوكل فيقال له: قد تشاغل اليوم فيروح، ثم يعود فيقال له: قد سكر، و يبكر فيقال له: أنه قد شرب دواء، فما زال علي هذا ثلاث سنين حتي قتل المتوكل و لم يجتمع معه علي شراب. [6] .


پاورقي

[1] أراد بان الرضا أباالحسن عليه السلام.

[2] انما كان موسي هو الملقب بالمبرقع، و قصاف أي ندي مقيم في الأكل و الشرب.

عزاف: لعاب بالملاهي كالعود و الطنبور. و تخلع في الشراب أنهمك فيه و رجل خليع؛ أي مشتهر بالذنوب و اللهو و قوله: «يتخالع» لعله مأخوذ من هذا المصدر.

[3] أي أعطاه أراض ببغداد ليعمرها و يسكنها.

[4] القيان جمع القينة و هي الجارية المغنية.

[5] أي عليا.

[6] أعلام الوري للشيخ الطبرسي ص 404 - 403.

و كشف الغمة لابن أبي الفتح الاربلي ص 174 - 173 ج 3.