بازگشت

اراها للمتوكل و استدل بها علي ايمان أبي طالب


(الحسين بن حمدان الحضيني): بأسناده عن «علي بن عبيدالله الحسيني» قال: ركبنا مع سيدنا أبي الحسن عليه السلام الي دار المتوكل في يوم السلام، فسلم أباطالب [1] سيدنا أبوالحسن عليه السلام و أراد أن ينهض، فقال له المتوكل: تجلس يا أباالحسن اني أريد أن أسأل، فقال له عليه السلام: سل.

فقال له: ما في الآخرة شي ء غير الجنة أو النار يحلون به الناس.

فقال أبوالحسن عليه السلام: ما يعلمه الا الله.

فقال له: فعن علم الله أسألك.

فقال عليه السلام: و من علم الله أخبرك.

قال: يا أباالحسن، ما رواه الناس أن أباطالب يوقف اذا حوسب الخلائق بين الجنة و النار، و في رجله نعلان من نار يغلي منهما دماغه لا يدخل الجنة لكفره و لا يدخل النار لكفالته رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم،



[ صفحه 172]



و صده قريشا عنه، و السر علي يده حتي ظهر أمره؟

قال له أبوالحسن عليه السلام: ويحك لو وضع ايمان أبي طالب في كفة، و وضع ايمان الخلق في الكفة الأخري، لرجح ايمان أبي طالب علي ايمانهم جميعا.

قال له المتوكل: و متي كان مؤمنا؟

قال له عليه السلام: دع مالا تعلم و اسمع ما لا ترده المسلمون و لا يكذبون به:

ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حج حجة الوداع فنزل بالأبطح بعد فتح مكة، فلما جن عليه الليل، أتي القبور قبور بني هاشم و قد ذكر أباه و أمه و عمه أباطالب، فداخله حزن عظيم عليهم ورقة.

فأوحي الله اليه ان الجنة محرمة علي من أشرك بي و اني أعطيك يا محمد ما لم أعطه أحدا غيرك، فادع أباك و أمك و عمك فانهم يجيبونك و يخرجون من قبورهم أحياء لم يمسهم عذابي لكرامتك علي، فادعهم الي الايمان و رسالتك و موالاة أخيك علي عليه السلام و الأوصياء منه الي يوم القيامة يجيبونك و يؤمنون بك فاهب لك كما سألت و أجعلهم ملوك الجنة كرامة لك يا محمد.

فرج النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له: قم يا أباالحسن فقد أعطاني ربي هذه الليلة ما لم يعطه أحدا من خلقه في أبي و أمي و أبيك عمي و حدثه بما أوحي اليه الله و خاطبه به و أخذ بيده و صار الي قبورهم فدعاهم الي الايمان بالله و به و آله عليهم السلام، و الاقرار بولاية علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين عليه السلام: و الأوصياء منه، فآمنوا بالله و برسوله و أميرالمؤمنين و الأئمة منه واحدا بعد واحد الي يوم القيامة.

فقال لهم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: عودوا الي الله ربكم و الي الجنة، فقد جعلكم الله ملوكها، فعادوا الي قبورهم، فكان والله أميرالمؤمنين عليه السلام



[ صفحه 173]



يحج عن أبيه و أمه و عن أب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أمه، حتي مضي و وصي الحسن و الحسين عليهماالسلام بمثل ذلك، و كل امام منا يفعل ذلك الي أن يظهر الله أمره.

فقال له المتوكل: قد سمعت هذا الحديث و سمعت أن أباطالب في ضحضاح من نار، فتقدر يا أباالحسن أن تريني أباطالب بصفته حتي أقول له و يقول لي.

قال أبوالحسن عليه السلام: ان الله سيريك أباطالب في منامك الليلة و تقول له و يقول لك.

قال له المتوكل: سيظهر صدق ما تقول، فان كان حقا صدقتك في كل ما تقول.

قال له أبوالحسن عليه السلام: ما أقول لك الا حقا و لا تسمع مني الا صدقا.

قال له المتوكل: أليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له عليه السلام: بلي.

قال: فلما أقبل الليل قال المتوكل: أريد أن لا أري أباطالب الليلة في منامي، فأقتل علي بن محمد بادعائه الغيب و كذبه، فماذا أصنع؟

فما لي الا أن أشرب الخمر و آتي الذكور من الرجال و الحرام من النساء، فلعل أباطالب لا يأتيني.

ففعل ذلك كله و بات في جنابات، فرأي أباطالب في النوم فقال له: يا عم حدثني كيف كان ايمانك بالله و رسوله بعد موتك؟

قال: ما حدثك به ابني علي بن محمد عليه السلام في يوم كذا و كذا.

فقال: يا عم تشرحه لي.



[ صفحه 174]



فقال له أبوطالب: فان لم أشرحه لك تقتل عليا عليه السلام والله قاتلك.

فحدثه فأصبح فأخر أباالحسن عليه السلام ثلاثا لا يطلبه و لا يسئله.

فحدثنا أبوالحسن عليه السلام بما رآه المتوكل في منامه و ما فعله من القبائح لئلا يري أباطالب في نومه.

فلما كان بعد ثلاث أحضره فقال له: يا أباالحسن قد حل لي ذلك.

قال له: و لم؟ قال: في ادعائك الغيب و كذبك علي الله، أليس قلت لي اني أري أباطالب في منامي فاسئله، فلم أره، فقد حل لي قتلك و سفك دمك.

فقال له أبوالحسن عليه السلام: يا سبحان الله ويحك ما أجرأك علي الله، ويحك سولت نفسك اللوامة حتي أتيت الذكور من الغلمان و المحرمات من النساء، و شربت الخمر لئلا تري أباطالب في منامك فتقتلني.

فأتاك و قال لك، و قلت له، و قض عليه ما كان بينه و بين أبي طاب في منامه حتي لم يغادر منه حرفا.

فأطرق المتوكل، قال: كلنا بنوهاشم، و سحركم يا آل أبي طالب من دوننا عظيم.

فنهض عنه أبوالحسن عليه السلام. [2] .


پاورقي

[1] أي ذكره و عرفه بأنه مسلم.

[2] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 560 - 559.