بازگشت

في علمه بأجله في تلك الليلة و اخباره «أحمد بن داود» «و محمد الطلحي» بذلك «و التم


(الحسين بن حمدان الحضيني) في هدايته: بأسناده: عن



[ صفحه 177]



«أحمد بن داود القمي»، و «محمد بن عبدالله الطلحي» قلا: حملنا مالا اجتمع من خمس و نذر و عين و ورق و جوهر و حلي و ثياب من قدم و ما يليها، فخرجنا نريد سيدنا أباالحسن علي بن محمد عليهماالسلام فلما صرنا الي دسكرة الملك تلقانا رجل راكب علي جمل و نحن في قافلة عظيمة، فقصدنا و نحن سائرون في جملة الناس و هو يعارضنا بجملة حتي وصل الينا و قال: يا أحمد بن داود، و محمد بن عبدالله الطلحي: معي رسالة اليكما، فقلنا اليه: ممن يرحمك الله؟

قال: من سيد كما أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام يقول لكما: اني راحل الي الله في هذه الليلة، فأقيما مكانكما حتي يأتيكما أمر ابني أبي محمد عليه السلام.

فخشعت قلوبنا و بكت عيوننا و أخفينا ذلك و لم نظهره، و نزلنا بدسكرة الملك و استأجرنا منزلا و أحرزنا ما حملناه فيه، و أصبحنا و الخبر شائع في الدسكرة بوفاة مولانا أبي الحسن عليه السلام.

فقلنا: لا اله الا الله، أتري الرسول الذي جاء برسالته أشاع الخبر في الناس فلما أن تعالي النهار، رأينا قوما من الشيعة علي أشد قلق مما نحن فيه. فأخفينا أثر الرسالة و لم نظهره.

فلما جن علينا الليل جلسنا بلا ضوء حزنا علي سيدنا أبي الحسن عليه السلام نبكي و نشتكي الي الله فقده، فاذا نحن بيد قد دخلت علينا من الباب فأضائت كما يضي ء المصباح و قائل يقول: يا أحمد، يا محمد، هذا التوقيع فاعملا بما فيه، فقمنا علي أقدامنا فأخذنا التوقيع فاذا فيه:

(بسم الله الرحمن الرحيم من الحسن المستكين لله رب العالمين، الي شيعة المساكين، أما بعد: فالحمد لله علي ما نزل بنا منه، و نشكر اليكم جميل الصبر عليه، و هو حسبنا في أنفسنا و فيكم و نعم الوكيل، ردوا ما معكم فليس هذا أوان الوصول الينا، فان هذه



[ صفحه 178]



الطاغية قد بث عسسه و حرسه حولنا ولو شئنا ما صدكم و أمرنا يرد عليكم، و معكما صرة فيها سبعة عشر دينارا في خرقة حمراء «لأيوب بن سليمان الأبي» فرداها عليه فانه ممتحن بما فعله و هو ممن وقف علي جدي موسي بن جعفر عليهماالسلام فردا صرة عليه و لا تخبراه).

فرجعنا الي قم و أقمنا بها سبع ليال، فاذا قد جاءنا أمره: قد أنفذنا اليكم ابلا غير ابلكما، فاحملا ما قبلكما عليها و خلياها السبيل فانها واصلة الينا.

قالا: و كانت الابل بغير قائد و لا سائق توقيع بها الشرح و هو مثل ذلك التوقيع الذي أوصلته الينا بالدسكرة تلك اليد، فحملناها ما عندنا و استودعناها الله و اطلقناها، فلما كان من قابل خرجنا نريده عليه السلام، فلما وصلنا الي سر من رأي، دخلنا عليه عليه السلام، فقال لنا: يا أحمد، يا محمد، أدخلا من الباب الذي بجانب الدار، فانظر الي ما حملتماه الينا الابل، فلن نفقد منه شيئا.

فدخلنا فاذا نحن بالمبتاع كما و عيناه و شددناه لم يتغير منه شي ء، و وجدنا فيه الصرة الحمراء و الدنانير بختمها، و كنا رددناها علي أيوب.

فقلنا: انا لله و انا اليه راجعون هذه الصرة، أليس قد رددناها علي أيوب، فما نصنع ههنا، فواسوأتاه من سيجدنا.

فصاح بنا من مجلسه: ما لكما سوءة سركما.

فسمعنا الصوت فأنثنينا اليه.

فقال: أمن أيوب في وقت رد الصرة عليه فقبل الله ايمانه و قبلنا هديته، فحمدنا الله و شكرناه علي ذلك.



[ صفحه 179]