بازگشت

في علمه بما يكون من أمر ابنه جعفر الكذاب و منزلته منه بمنزلة نمرود من نوح


(الحسين بن حمدان الحضيني) بأسناده: في هدايته: عن محمد بن عبدالحميد البزاز، و أبي الحسين محمد بن يحيي، و محمد بن ميمون الخراساني، و الحسين بن مسعود الفزاري، قالوا جميعا:

و قد سئلتهم في مشهد سيدنا أبي عبدالله الحسين عليه السلام بكربلا عن جعفر و ما جري من أمره قبل غيبة سيدنا أبي الحسن و أبي محمد عليهماالسلام صاحبي العسكر، و بعد غيبة سيدنا أبي محمد عليه السلام و ما ادعاه جعفر، و ما ادعي له.

فحدثوني من جملة أخباره: أن سيدنا أباالحسن عليه السلام كان يقول لهم:

تجنبوا ابني جعفرا فانه مني بمنزلة نمرود من نوح الذي قال الله عزوجل فيه: (فقال رب ان ابني من أهلي و ان وعدك الحق و أنت أحكم الحاكمين). [1] .

قال الله: (يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح). [2] .

و ان أبامحمد عليه السلام كان يقول لنا بعد أبي الحسن عليه السلام:

الله الله ان يظهر لكم أخي جعفر علي سر، ما مثلي و مثله الا مثل هابيل و قابيل ابني آدم حيث حسد قابيل هابيل علي ما أعطاه من الحاشية، ولو تهيأ لجعفر قتلي لفعل، ولكن الله غالب علي أمره.



[ صفحه 180]



و لقد عهدنا لجعفر و كل من في البلد بالعسكر و الحاشية و الرجال و النساء و الخدم يشكون الينا اذا وردنا الدار أمر جعفر، فيقولون: انه يلبس المصبغات من النساء و يضرب له بالعيدان، و يشرب الخمر، و يبذل الدراهم و الخلع لمن في داره علي كتمان ذلك عليه، فيأخذون منه و لا يكتمون.

و ان الشيعة بعد أبي محمد عليه السلام أرادوا في هجره و تركوا السلام عليه و قالوا: لا تقية بيننا فيه، و اعملوا علي ما يردنا نفعله، فيكون بذلك من أهل النار.

و ان جعفرا لما كان في ليلة وفاة أبي محمد عليه السلام ختم علي الخزائن، و كلما في الدار، و أصبح و لم يبق في الخزائن و لا في الدار الا شي ء يسير نزر.

و جماعة من الخدم و الاماء قالوا: تضربنا، فوالله لقد رأينا الأمتعة و الذخائر تحمل و توقر بها جمال في الشارع، و نحن لا نستطيع الكلام و لا الحركة الي أن سارت الجمال و تعلقت الأبواب كما كانت.

فولي جعفر يضرب علي رأسه أسفا علي ما أخرج من الدار، و انه بقي يأكل ما كان له معه و يبيع حتي لم يبق له قوت يوم.

و كان له من الولد أربعة و عشرون ولدا، بنين و بنات و أمهات أولاد حشم و خدم و غلمان، فبلغ به الفقر الي أن أمرت الجدة و جدة أم أبي محمد عليه السلام أن يجري عليه من ماله الدقيق و اللحم و الشعير، و التبني لدوابه، و كسوة أولاده، و أمهاتهم و حشمه و غلمانه و نفقاتهم، و لقد ظهرت منه أشياء أكثر مما وصفناه.

و نسأل الله العصمة و العافية من البلاء في الدنيا و الآخرة. [3] .



[ صفحه 181]




پاورقي

[1] سورة هود؛ آية: «45».

[2] سورة هود؛ آية: «46».

[3] مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ص 558.