بازگشت

في كيفية وفاته، و حالة ولده أبي محمد علي أبيه في ذلك اليوم


(عن اثبات الوصية) قال: حدثنا جماعة كل واحد منهم يحكي: أنه دخل الدار، أي دتر أبي الحسن عليه السلام يوم وفاته، و قد احتمع فيها جل من بني هاشم من الطالبيين و العباسيين، و احتمع خلق من لشيعة و لم يكن ظهر عندهم، أمر أبي محمد عليه السلام، و لا عرف خبره الا الثقات الذين نص أبوالحسن عليه السلام عندهم عليه.



[ صفحه 197]



فحكوا انهم كانوا في مصيبة و حيرة.

فهم في ذلك اذ خرج من الدار الداخلة خادم، فصاح بخادم آخر: يا «رياش» خذ هذه الرقعة، و امض بها الي دار أميرالمؤمنين.

و ادفعها الي فلان، و قل له: هذه رقعة الحسن بن علي عليه السلام.

فاستشرف الناس لذلك.

ثم فتح من صدر الرواق باب و خرج خادم أسود، ثم خرج بعده أبومحمد عليه السلام حاسرا، مكشوف الرأس، مشقوق الثياب، و عليه مبطنة [1] ملحم بيضاء، و كان وجهه وجه أبيه عليه السلام، لا يخطي ء [2] منه شيئا.

و كان في الدار أولاد المتوكل، و بعضهم ولاة العهد، فلم يبق أحد الا قام علي رجله، و وثب اليه أبوأحمد الموفق، فقصده أبومحمد عليه السلام فعانقه ثم قال له: مرحبا بابن العم، و جلس بين بابي الرواق، و الناس كلهم بين يديه و كانت الدار كالسوق بالأحاديث.

فلما خرج و جلس أمسك الناس، فما كنا نسمع شيئا الا العطسة و السلعة.

و خرجت جارية تندب أباالحسن عليه السلام، فقال أبومحمد عليه السلام من هاهنا من يكفي مؤنة هذه الجاهلة (الجارية خ)؟.

فبادر الشيعة اليها، فدخلت الدار.

ثم خرج خادم، فوقف بحذاء أبي محمد، فنهض عليه السلام و أخرجت الجنازة و خرج يمشي حتي أخرج بها الي الشارع الذي دار «موسي بن بغا».

و قد كان أبومحمد عليه السلام صلي عليه، قبل أن يخرج الي الناس.



[ صفحه 198]



و صلي عليه لما أخرج المعتمد.

بيضاء، و كان وجهه وجه أبيه عليه السلام، لا يخطي ء [3] منه شيئا.

و دفن عليه السلام في دار من دوره.

الي أن قال: و تكلمت الشيعة في شق ثيابه عليه السلام.

و قال بعضهم: رأيتم أحدا من الأئمة شق ثوبه في مثل هذا الحال؟

فوقع الي من قال ذلك: يا أحمق ما يدريك ما هذا؟

قد شق موسي علي هارون عليهماالسلام انتهي.

و روي عنه عليه السلام قال: هذا الدعاء كثيرا ما أدعو الله به، و قد سألت الله عزوجل أن لا يخيب من دعابه في مشهدي بعدي، و هو:

(يا عدتي عند العدد [4] ، و يا رجائي و المعتمد، و يا كهفي و السند، و يا واحد يا أحد، و يا قل هو الله أحد، أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك، و لم تجعل في خلقك مثلهم أحدا، صل علي جماعتهم، و افعل بي كذا و كذا). [5] .


پاورقي

[1] ما كان له البطانة.

[2] ما كان له البطانة.

[3] لا يخطي ء ظ. أي لا يعدل.

[4] (بضم العين).

[5] الأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص 249 - 248.