بازگشت

في ذكر شي ء من معجزات الهادي


قال أبوطالب و هو ما حدثني به مقبل الديلمي، قال: كان رجل بالكوفة له صاحب يقول بإمامة عبدالله بن جعفر بن محمد عليهماالسلام، فقال له صاحب كان يميل إلي ناحيتنا و يقول بأمرنا: لا تقل بإمامة عبدالله فإنها باطلة و قل بالحق. قال: و ما الحق لأتبعه؟ قال: الإمامة في موسي بن جعفر عليهماالسلام و من بعده. قال له الفطحي: و من الإمام اليوم منهم؟ قال: علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام. قال له: فهل من دليل استدل به علي ما قلت؟ قال: نعم. قال: ما هو؟ قال: اضمر في نفسك ما تشاء و ألقه بسر من رأي فإنه يخبرك به. قال: نعم. فخرجا الي العسكر و قصدا شارع أبي أحمد، فاخبرا أن أباالحسن علي بن محمد مولانا راكب في دار المتوكل، فجلسا ينتظران عوده. فقال الفطحي لصاحبه: إن كان صاحبك هذا إماما فإنه حين يرجع ويراني يعلم ما قصدت له فخبرني به من غير أن اخبره. قال: فوقفنا الي أن عاد



[ صفحه 726]



أبوالحسن عليه السلام من موكب المتوكل و بين يديه الشاكرية و من ورائه الركبية يشيعونه إلي داره.

قال: فلما بلغ الي الموضع الذي فيه الرجلان التفت الي الرجل الفطحي فتفل بشي ء من فيه في صدر الفطحي كأنه عرق البيض فالتصق في صدر الرجل كمثل دارة الدرهم و فيه سطر مكتوب بخضرة: ما كان عبدالله هناك و لا كذلك.

قال: فقرأه الناس و قالوا له: ما هذا؟ فأخبرهم و صاحبه بقصتهما، فأخذ الفطحي التراب من الأرض بيده فوضعه علي رأسه و قال: تبا لما كنت عليه قبل يومي هذا و الحمد لله علي حسن هدايته، و قال بإمامته. [1] .

و قال أبوالحسن محمد بن اسماعيل بن أحمد الفهقلي الكاتب بسر من رأي سنة ثمان و ثلاثين و مائتين، قال: حدثني أبي، قال: كنت بسر من رأي أسير في درب الحصي فرأيت يزداد الطبيب النصراني تلميذ يخنشوع و هو منصرف من دار موسي بن بغا فسايرني و أفضي بنا الحديث الي أن قال لي: أتري تدري من صاحب هذا الجدار؟ قلت: و من صاحبه؟ قال: هذا الفتي العلوي الحجازي، يعني علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام، و كنا نسير في فناء داره. قلت ليزداد: نعم فما شأنه؟ قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو. قلت: و كيف ذلك؟ قال: اخبرك عنه باعجوبة لن تسمع مثلها أبدا و لا غيرك من الناس، و لكن لي الله عليك كفيل وراع، انك لا تحدث به عني أحدا فإني رجل طبيب ولي معيشة أرعاها عند هذا السلطان، و بلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا ينصرف إليه وجوه الناس فيخرج هذا الأمر عنهم يعني بني العباس قلت: لك علي ذلك فحدثني به، و ليس عليك بأس إنما أنت رجل نصراني لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هؤلاء القوم. قال: نعم اعلمك أني لقيته منذ أيام و هو علي فرس أدهم و عليه ثياب سواد و عمامة سواد و هو أسود اللون، فلما بصرت به وقفت إعظاما له و قلت في نفسي: لا و حق المسيح ما خرجت من فمي الي أحد من الناس قلت في نفسي: ثياب



[ صفحه 727]



سواد و دابة سوداء و رجل أسود، سواد في سواد في سواد. فلما بلغ إلي نظر إلي و أحد النظر و قال: قلبك أسود كما تري عيناك من سواد في سواد في سواد. قال أبي رحمه الله: فقلت له: أجل لا احدث به أحدا، فما صنعت و ما قلت له؟ قال: أسقطت في يدي فلم أحر جوابا. قلت له: افما ابيض قلبك لما شاهدت؟ قال: الله أعلم. قال أبي: فلما اعتل يزداد بعث إلي فحضرت عنده فقال: إن قلبي قد ابيض بعد سواده فأنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن علي بن محمد حجة الله علي خلقه و ناموسه الأعظم، ثم مات في مرضه ذلك، و حضرت الصلاة عليه. [2] .

و قال أحمد بن علي: دعانا عيسي بن حسن القمي لي و لأبي علي فقال لنا: أدخلني ابن عمي أحمد بن إسحاق علي أبي الحسن عليه السلام فرأيته و كلمه بكلام لم أفهمه، فقال له: جعلني الله فداك هذا ابن عمي عيسي بن حسن و به بياض في ذراعه و شي ء قد تكيل كأمثال الجوز. قال: فقال لي: تقدم يا عيسي فتقدمت. قال: فقال: أخرج ذراعك فأخرجت ذراعي فمسح عليها و تكلم بكلام خفي طول فيه، ثم قال ثلاث مرات: بسم الله الرحمن الرحيم ثم التفت إلي احمد بن إسحاق فقال له: يا احمد بن إسحاق كان علي بن موسي يقول بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلي الاسم الأعظم من بياض العين إلي سوادها، ثم قال: يا عيسي. قلت: لبيك. قال: أدخل يدك كمك ثم أخرجها. فأدخلتها ثم أخرجتها و ليس في يدي قليل و لا كثير [من ذلك البياض بحمد الله و منه]. [3] .

و قال أبوهاشم الجعفري: خرجت مع أبي الحسن عليه السلام إلي ظاهر سر من رأي يتلقي بعض القادمين فأبطأوا، و طرح لأبي الحسن غاشية السرج فجلس عليها. فشكوت إليه قصور يدي وضيق حالي، فأهوي يده إلي رمل فناولني منه أكفا و قال: اتسع بهذا يا أباهاشم و اكتم ما رأيت فخبأته معي و رجعنا فأبصرته فإذا هو يتقد كالنيران ذهبا أحمر، فدعوت صائغا إلي منزلي و قلت له: اسبك لي سبيكة.



[ صفحه 728]



فقال لي: ما رأيت ذهبا أجود منه و هو كهيئة الرمل، فمن أين هذا؟ فقلت: هذا شي ء عندنا قديما. [4] .

و قال أبوهاشم: كنت بالمدينة حين مر بغا [5] أيام الواثق في طلب الأعراب فقال أبوالحسن عليه السلام: اخرجوا بنا ننظر إلي تعبئة هذا التركي. فخرجنا فوقفنا، فمرت بنا تعبئته، فمر بنا تركي فكلمه أبوالحسن بالتركية، فنزل عن فرسه و قبل حافر دابته. فلحقت التركي فقلت له: ما قال الرجل لك؟ قال: هذا نبي؟ قلت: لا. قال: دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك، ما علمه أحد إلي الساعة. [6] .

و حدث سفيان، عن أبيه، قال: رأيت علي بن محمد عليهماالسلام و معه جراب ليس فيه شي ء، فقلت: أتراك ما تصنع بهذا؟ فقال: أدخل يدك. فأدخلت يدي و ليس فيه شي ء، ثم قال لي: عد فعدت فإذا هو مملوء دنانير. [7] .

و قال علي بن محمد النوفلي، قال علي بن محمد عليه السلام: لما بدأ الموسوم بالمتوكل بعمارة سر من رأي قال: يا علي إن هذا الطاغية يبتلي ببناء مدينة لا تتم، يكون حتفه فيها قبل تمامها، علي يد فرعون من فراعنة الأتراك. ثم قال: يا علي إن الله عزوجل اصطفي محمدا صلي الله عليه و آله بالنبوة و البرهان، و اصطفانا بالمحبة و البيان، و جعل كرامة الصفوة لمن تري - يعني نفسه عليه السلام. [8] .

قال: وسمعته يقول: اسم الله الأعظم ثلاث و سبعون حرفا، فإنما كان عند آصف منه حرف واحد فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه و بين سبأ، فتناول عرش بلقيس حتي صيره إلي سليمان عليه السلام، ثم بسطت الأرض في أقل من طرفة العين، و عندنا منه اثنان و سبعون حرفا، و حرف عند الله تعالي استأثر به في علم الغيب. [9] .



[ صفحه 729]




پاورقي

[1] دلائل الإمامة: ص 220.

[2] دلائل الإمامة: ص 221 - 222.

[3] دلائل الإمامة: ص 222 مع اختلاف يسير.

[4] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 673 - 674 ح 3.

[5] بغا من الأسماء التركية، كان اسم رجل من قواد المتوكل.

[6] الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 674 - 675 ح 4.

[7] دلائل الإمامة: ص 217.

[8] دلائل الإمامة: ص 218 - 219.

[9] دلائل الإمامة: ص 219.