بازگشت

بعض ادلة امامة الهادي


قال المفيد عليه الرحمة كان الامام بعد أبي جعفر الجواد ابنه أبوالحسن علي بن محمد الهادي لاجتماع خصال الامامة فيه و تكامل فضله و انه لا وارث لمقام ابيه سواه و ثبوت النص عليه بالامامة و الاشارة اليه من ابيه بالخلافة (فمن) النصوص علي امامته (ما رواه الكليني) بسنده عن اسماعيل بن مهران قال لما استدعي المعتصم اباجعفر من المدينة الي بغداد قلت له جعلت فداك انت خارج فالي من الامر من بعدك فبكي حتي اخضلت لحيته ثم التفت الي فقال الامر من بعدي الي ابني علي (و ما رواه الصدوق) في اكمال الدين بسنده عن ابي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام انه قال ان الامام بعدي ابني علي امره امري و قوله قولي و طاعته طاعتي و الامامة بعده في ابنه الحسن (و روي) الحميري انه قيل لأبي جعفر عليه السلام ان حدث بك و اعوذ بالله حادث فالي من قال الي ابني هذا يعني اباالحسن عليه السلام (الحديث) الي غير ذلك من النصوص الكثيرة التي يضيق عنها المقام.

(و في اعلام الوري) مسندا عن محمد بن الحسن الأشتر العلوي قال كنت مع ابي علي باب المتوكل و انا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي الي عباسي و جعفري و نحن وقوف اذ جاء ابوالحسن



[ صفحه 645]



فترجل الناس كلهم حتي دخل فقال بعضهم لبعض لم نترجل لهذا الغلام و ما هو بأشرفنا و لا باكبرنا سنا و الله لا ترجلنا له فقال ابوهاشم الجعفري و الله لتترجلن له صغرة اذا رأيتموه فما هو الا ان اقبل و بصروا به حتي ترجل له الناس كلهم فقال لهم ابوهاشم البس زعمتم انكم لا تترجلون له فقالوا له و الله ما ملكنا انفسنا حتي ترجلنا (و روي) الكليني بسنده ان المتوكل قال ويحكم قد اعياني امر ابن الرضا [1] و جهدت ان يشرب معي و ان ينادمني فامتنع و جهدت ان اجد فرصة في هذا المعني فلم اجدها فقيل له ان لم تجد من ابن الرضا ما تريده فهذا اخوه موسي قصاف عزاف ياكل و يشرب و يعشق و يتخالع فأحضره و أشهره فيشيع الخبر عن ابن الرضا بذلك فلا يفرق الناس بينه و بين اخيه و من عرفه اتهم اخاه بمثل فعاله فقال اكتبوا باشخاصه مكرما فأشخص مكرما فتقدم المتوكل ان يتلقاه جميع بني هاشم و القواد و سائر الناس و عزم علي انه اذا وافي اقطعه قطعية و بني له فيها و حول اليها الخمارين و القيان و تقدم بصلته و بره و أفرد له منزلا سريا يصلح أن يزوره



[ صفحه 646]



هو فيه فلما وافي موسي تلقاه ابوالحسن عليه السلام الي الموضع الذي يتلقي فيه القادمون فسلم عليه و وفاه حقه ثم قال له ان هذا الرجل احضرك ليهتلك فلا تقر له انك شربت نبيذا قط و اتق الله يا اخي ان تركب محظورا فقال له موسي انما دعاني لهذا فما حيلتي قال فلا تضع من قدرك و لا تعص ربك و لا تفعل ما يشينك فما غرضه الا هتكك فأبي عليه موسي فكرر عليه ابوالحسن القول و الوعظ فلم يقبل فقال له اما ان الذي تريد الاجتماع معه عليه لا تجتمعان عليه ابدا فاقام ثلاث سنين يبكر كل يوم الي باب المتوكل فيقال له قد تشاغل اليوم فائت عشية فيقال له قد سكر فبكر فيبكر فيقال قد شرب دواء فما زال كذلك حتي قتل المتوكل و لم يجتمع معه علي الشراب.



مناقب آل المصطفي قدوة الوري

بهم يبتغي مطلوبه كل طالب



مناقب تجلي سافرات وجوهها

و يجلو سناها مدلهم الغياهب





[ صفحه 647]




پاورقي

[1] المراد به الهادي عليه السلام و عبر عنه بابن الرضا في هذا المقام و غيره بكثرة و ذلك لشدة شهرة الرضا عليه السلام فنسب اليه و قال ابن شهر اشوب في المناقب و الطبرسي في اعلام الوري في ترجمة الحسن العسكري عليه السلام كان هو و ابوه و جده يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا. - المؤلف -.