بازگشت

من حكمه و مواعظه


من اطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين، و من أمن مكر الله اخذه تكبر حتي يحل به قضاؤه و نافذ امره، و من كان علي بينة من ربه هانت عليه مصائب الدنيا و لو قرق و نشر. الشاكر اسعد بالشكر منه بالنعمة التي اوجبت الشكر، لأن النعم متاع، والشكر نعم و عقبي. ان الظالم الحالم يكاد ان يعفي علي ظلمه بحلمه، و ان المحق السفيه يكاد ان يطفي ء نور حقه بسفهه.

من جمع لك وده و رأيه فاجمع له طاعتك، و من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره و من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه، والناس في الدنيا بالاموال و في الآخرة بالاعمال.

و قال لشخص و قد افرط في الثناء عليه: اقبل علي شأنك فان كثرة الملق يهجم علي الظنة، و اذا حللت من اخيك في محل الثقة فاعدل عن الملق الي حسن النية، و قال: المصيبة للصابر واحدة و للجازع اثنتان، والحسد ماحي الحسنات جالب للمقت و العجب صارف عن طلب العلم، والجهل والبخل أذم الأخلاق، و الطمع سجية سيئة، والهزء فكاهة السفهاء و صناعة الجهال.

و قال: الغضب علي من تملك لؤم، و الحكمة لا تنجع في الطباع



[ صفحه 475]



الفاسدة، و مضي يقول: خير من الخير فاعله، و شر من الشر جالبه، و أهول من الهول راكبه، واياكم و الحسد فانه يبين فيكم و لا يعمل في عدوكم، و اذا كنتم في زمان العدل فيه اغلب من الجور فحرام ان يظن احد بأحد سوءا حتي يعلم ذلك منه، و اذا كنتم في زمان الجور فيه اغلب من العدل فليس لأحد ان يظن بأحد خيرا ما لم يعلم ذلك منه.

و قال للمتوكل في حوار جري بينهما: لا تطلب الصفاء ممن كدرت عليه عيشه، و لا الوفاء ممن غدرت به و لا النصح ممن صرفت سوء ظنك اليه فانما قلب غيرك لك كقلبك له.

و قال (ع): ابقوا النعم بحسن مجاورتها والتمسوا الزيادة فيهه بالشكر عليها، و قال لم ذم اليه والدا له: العقوق ثكل من لم يثكل، والعتاب خير من الحقد.

و جاء في المجلد الثاني من المروج عن محمد بن الفرج عن ابي دعامة انه قال: اتيت علي بن محمد بن علي بن موسي (ع) عائدا في علته التي كانت وفاته منها، فلما هممت بالانصراف قال لي: يا ابادعامة قد وجب حقك علي افلا احدثك بحديث تسر به، فقلت له: ما احوجني الي ذلك يا ابن رسول الله، قال: حدثني ابي محمد بن علي عن ابيه علي عن ابيه موسي بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد ابيه محمد بن علي من ابيه علي بن الحسين، عن ابيه الحسين بن علي عن علي (ع) ان النبي (ص) قال له: اكتب يا علي قلت و ما اكتب، قال لي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم الايمان ما وقرته القلوب و صدقته الاعمال، والاسلام ما جري به اللسان و حلت به المناكحة.

فقلت: يا ابن الرسول ما ادري والله ايهما احسن الحديث ام الاسناد، فقال انها لصحيفة بخط علي بن ابي طالب واملاء رسول الله (ص) نتوارثها صاغرا عن كابر.



[ صفحه 476]