بازگشت

خبر آخر في علمه بما في النفس


[6/160]- و منها: قال أبوجعفر: حدثني أبوعبدالله القمي، قال: حدثني ابن عيسي [1] ، عن محمد بن اسماعيل بن أحمد الكاتب، بسر من رأي سنة 338 ه، قال: حدثني أبي [قال] كنت بسر من رأي [2] أسير في درب الحصا [3] فرأيت يزداد



[ صفحه 369]



النصراني الطبيب تلميذ بختيشوع، و هو منصرف من دار موسي بن بغا [4] ، فسايرني و أفضي بنا الحديث الي أن قال: أتري هذا الجدار؟ تدري من صاحبه؟ قلت: و من صاحبه؟ قال:

هذا الفتي العلوي الحجازي - يعني علي بن محمد [بن علي] الرضا عليهماالسلام و كنا نسير في فناء داره - قلت ليزداد: نعم، فما شأنه؟

قال: ان كان مخلوق يعلم الغيب فهو! قلت: و كيف ذلك؟

قال: أخبرك عنه بأعجوبة لن تسمع بمثلها أبدا، و لا غيرك من الناس، و لكن لي الله عليك كفيل وراع أنك لا تحدث به عني أحدا، فاني رجل طبيب ولي معيشة أرعاها عند هذا السلطان، و بلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه لئلا تنصرف اليه وجوه الناس فيخرج هذا الأمر عنهم - يعني بني العباس -، قلت: لك علي ذلك، فحدثني به وليس عليك بأس، و انما أنت رجل نصراني لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هؤلاء القوم.

قال: نعم، أعلمك أني لقيته منذ أيام و هو علي فرس أدهم، و عليه ثياب سود و عمامة سوداء، و هو أسود اللون.

فلما بصرت به وقفت اعظاما له، و قلت في نفسي - لا و حق المسيح ما خرجت من فمي الي أحد من الناس، قلت في نفسي -: ثياب سود، و عمامة سوداء، و دابة سوداء، و رجل أسود، سواد في سواد في سواد و في سواد.

فلما بلغ الي أحد النظر الي، و قال عليه السلام: قلبك أسود مما تري عيناك من سواد، في



[ صفحه 370]



سواد، في سواد [و في سواد] [5] .

قال أبي رحمه الله: قلت له: أجل! فلا تحدث به أحدا مما صنعت [6] و ما قلت له؟ قال: اسقطت في يده [7] فلم أجد [8] جوابا.

قلت له: أفما أبيض قلبك لما شاهدت؟ قال: الله أعلم.

[قال أبي]: فلما اعتل يزداد بعث الي فحضرت عنده، و قال:

ان قلبي قد ابيض بعد سواده، فأنا أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله و أن علي بن محمد حجة الله علي خلقه، و ناموسه الأعلم [9] ، ثم مات في مرضه ذلك، و حضرت الصلاة عليه رحمه الله [10] .


پاورقي

[1] في «أ» «و»: (ابن علي).

[2] من قوله: (سنة 338 ه) الي هنا ساقط من «أ» «و».

[3] في «أ» «و»: (دروب الحضير).

[4] موسي بن بغا الكبير، أبوعمران، أحد قواد المتوكل (لعنه الله) الذين قدموا معه دمشق مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر سنة 246 ه ببغداد، فحمل الي سر من رأي، فدفن بها (انظر ترجمته كاملة في تاريخ مدينة دمشق 7711/401:60).

[5] استظهرناها اتماما للعبارة التي قبلها.

[6] في «أ» «و» والبحار: (فما صنعت؟).

[7] في دلائل الامامة: (سقطت في يدي).

[8] في «أ» «و» و فرج المهموم. (أحر).

[9] في «أ» «و»: (العلم).

[10] رواه في دلائل الامامة: 15/418 باسناده عن أبي عبدالله القمي، قال: حدثني ابن عياش، قال: حدثني أبوالحسين محمد بن اسماعيل بن أحمد الفهقلي الكاتب... و عنه في مدينة المعاجز 31/448:7 و فيه الفهفكي الكاتب.

و أورده السيد ابن طاوس في فرج المهموم: 234 - 233 باسناده عن الشيخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري باسناده، قال: حدثني أبوالحسن محمد بن اسماعيل الكاتب، قال: حدثني أبي.. و عنه في بحارالأنوار 50/161:50 و فيه القهقدلي الكاتب.

و نقل الحر العاملي في اثبات الهداة 81/385:3 (قطعة منه) عن دلائل الامامة.