بازگشت

في بعض معاجزه و فيما يتعلق بامامنا الهادي




لا يستوي من و في يوما و من نكثا

و ليس من طاب نفسا كالذي خبثا



قد شرف الله قوما من بريته

لولا هم ما بدا نفسا و لا نفثا



قوم أبوهم علي خير منتجب

وجدهم في البرايا من بعثا



و أمهم فاطم الطهور التي طهرت

فلا نفسا رأت يوما و لا طمثا



[ صفحه 282]



رمتهم نائبات الدهر عن لبث

فلم تدع منهم كهلا و لا حدثا



قال الله تبارك و تعالي (و ممن خلقنا امة يهدون بالحق و به يعدلون) قال الصادق (ع) هم الأئمة الذين يهدون الناس الي الحق و جعلهم الله شهداء علي الخلق كما قال (لتكونوا شهداء علي الناس) و قال تعالي (و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) يعني النبي (ص) و قال ايضا (ليكون الرسول عليكم شهيدا) و يتلوه شاهد يعني علي (ع) ثم من بعده الأوصياء واحدا بعد واحد منهم النور الباهر و القمر الزاهر ذو الشرف و الكرم و المجد و الأيادي أبوالحسن الثالث علي بن محمد النقي الهادي صلوات الله عليه و علي آبائه و أولاده ما تعاقب الايام و الليالي و هو امام مفترض الطاعة بنص من أبيه في (البحار) عن اسماعيل بن مهران قال لما خرج أبوجعفر (ع) من المدينة الي بغداد في الدفعة الاولي من خروجه قلت له عند خروجه جعلت فداك اني أخاف عليك في هذا الوجه فالي من الأمر بعدك فكر بوجهه الي ضاحكا و قال ليس حيث ظننت في هذه السنة فلما استدعي به الي المعتصم صرت اليه فقلت له جعلت فداك فانت خارج فالي من هذا الأمر من بعدك فبكي حتي اخضلت لحيته ثم التفت الي فقال عند هذه يخاف علي الأمر من بعدي الي ابني علي و عن (الصقر ابن دلف) قال سمعت أباجعفر محمد بن علي الرضا (ع) يقول ان الأمام بعدي ابني علي أمره أمري و قوله قولي و طاعته طاعتي و الأمامة بعده في ابنه الحسن يعني العسكري (ع) ففي هذا المقام نأخذ بذكر شي ء من دلائله و علاماته و معجزاته و آياته منها في (الخرائج) كان باسبهان رجل يقال له عبدالرحمن و كان شيعيا قيل له ما السبب الذي وجب عليك القول



[ صفحه 283]



بامامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان قال شاهدت ما أوجب علي ذلك و هو اني كنت رجلا فقيرا و كان لي لسان و جرءة فاخرجني أهل أسبهان سنة من السنين مع قوم آخرين الي باب المتوكل متظلمين فكنا بباب المتوكل يوما اذ خرج الأمر باحضار علي بن محمد الرضا (ع) فقلت لبعض من حضر من هذا الرجل الذي قد أمر باحضاره فقيل هذا رجل علوي تقول الرافضة بامامته ثم قال و يقدر ان المتوكل يحضره للقتل فقلت لا أبرح من ههنا حتي أنظر الي هذا الرجل أي رجل هو قال فاقبل راكبا علي فرس و قد قام الناس يمنة الطريق و يسرتها صفين ينظرون اليه فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت أدعو في نفسي بان يدفع الله شر المتوكل فاقبل يسير من بين الناس و هو ينظر عرف دابته لا ينظر يمنة و لا يسرة و أنا دائم الدعاء فلما صار الي أقبل بوجهه علي و قال استجاب الله دعاءك و طول عمرك و كثر مالك و ولدك قال فارتعدت و وقعت بين أصحابي فلسألوني و هم يقولون ما شأنك فقلت خير و لم اخبر بذلك احدا فانصرفنا بعد ذلك الي أسبهان ففتح الله علي وجوها من المال حتي أنا اليوم أغلق بابي علي يما قيمته الف الف درهم سوي مالي خارج داري و رزقت عشرة من الأولاد و قد بلغت الآن من عمري نيفا و سبعين سنة و أنا أقول بامامة الرجل علي الذي علم ما في قلبي و استجاب الله دعاءه لي.

و منها ايضا في (الخرائج) روي هبة الله بن أبي منصور الموصلي انه كان بديار ربيعة كاتب نصراني و كان من أهل (كفرتوث) يسمي يوسف بن يعقوب و كان بينه و بين والدي صداقة قال فوافي فنزل عند والدي فقال له ما شأنك قدمت في هذا الوقت قال دعيت الي حضرة



[ صفحه 284]



المتوكل و لا أدري ما يراد مني الا اني اشتريت نفسي من الله بمأة دينار و قد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا عليهم السلام معي فقال له والدي قد وفقت في هذا قال و خرج الي حضرة المتوكل و انصرف الينا بعد أيام قلائل فرحا مسرورا مستبشرا فقال له والدي حدثني حديثك قال صرت الي سر من رأي و ما دخلتها قط فنزلت في دار و قلت احب أن اوصل المأة دينار الي ابن الرضا (ع) قبل مصيري الي باب المتوكل و قبل أن يعرف أحد قدومي قال فعرفت ان المتوكل قد منعه من الركوب و انه ملازم لداره فقلت كيف اصنع رجل نصراني يسأل عن دار أبي الرضا (ع) لا أمن أن يبدر بي فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره قال ففكرت ساعة في ذلك فوقع في قلبي أن أركب حماري و أخرج في البلد و لا أمنعه من حيث يذهب لعلي أقف علي داره و معرفة محله من غير أن اسأل أحدا قال فجعلت الدنانير في كاغذة و جعلتها في كمي و ركبت فكان الحمار يخترق الشوارع و الاسواق يمر حيث يشاء الي أن صرت الي باب دار فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل فقلت للغلام سل لمن هذا الدار فقيل هذه دار ابن الرضا (ع) فقلت الله اكبر دلالة مقنعة و الله قال و اذا خادم أسود قد خرج فقال أنت يوسف بن يعقوب قلت نعم قال انزل فنزلت فاقعدني في الدهليز فدخل فقلت في نفسي هذه دلالة أخري من أين عرف هذا الغلام اسمي و ليس في هذا البلد من يعرفني و لا دخلته قط قال فخرج الخادم فقال مأة دينار التي في كمك في الكاغذ هاتها فناولته اياهما قلت و هذه ثالثة ثم رجع الي و قال ادخل فدخلت اليه و هو في مجلسه وحده فقال يا يوسف مآ ان لك فقلت يا مولاي قد بان لي من البرهان ما فيه



[ صفحه 285]



كفاية لمن اكتفي فقال هيهات انك لا تسلم ولكن سيسلم ولدك فلان و هو من شيعتنا يا يوسف أن أقوما يزعمون ان ولايتنا لا تنفع أمثالكم كذبوا و الله انها لتنفع أمثالك أمض فيما وافيت له فانك ستري ما تحب و سيولدلك ولد مبارك قال فمضيت الي باب المتوكل فقلت كلما أردت فانصرفت قال هبة الله فلقيث ابنه بعد هذا يعني بعد موت والده و هو مسلم حسن التشيع فاخبرني ان أباه مات علي النصرانية و انه أسلم بعد موت أبيه و كان يقول أنا بشارة مولاي (ع) منها في (البحار) عن المنصوري عن عم أبيه قال قصدت الأمام عليا الهادي (ع) يوما فقلت يا سيدي ان هذا الرجل يعني المتوكل قد أطرحني و قطع رزقي و مللني و ما اتهم في ذلك الا علمه بملازمتي لك و اذا سألته شيئا منه يلزمه القبول منك فينبغي أن تتفضل علي بمسألة فقال تكفي ان شاءالله فلما كان الليل طرقني رسل المتوكل رسول يتلو رسول فجئت و الفتح علي الباب قائم فقال يا رجل ما تأوي في منزلك بالليل كدني هذا الرجل مما يطلبك فدخلت و اذا المتوكل جالس علي فراشه فقال يا أباموسي تشغل عنك و تنسينا نفسك أي شي ء لك عندي فقلت الصلة الفلانية و الرزق الفلاني و ذكرت أشياء فامر لي بها و بضعفها فقلت للفتح وافي علي بن محمد الهادي (ع) الي ههنا فقال لا فقلت كتب رقعة فقال لا فوليت منصرفا فتبعني فقال لي لست أشك انك سألته دعاء لك فالتمس لي منه دعاء فلما دخلت عليه (ع) فقال يا أباموسي هذا وجه الرضا فقلت ببركتك يا سيدي ولكن قالوا لي انك ما مضيت اليه و لا سألته فقال (ع) ان الله تعالي علم منا أنا لا نلجأ في المهمات الا اليه و لا نتوكل في الملمات الا عليه وعودناه اذا سألناه الاجابة



[ صفحه 286]



و نخاف أن نعدل فيعدل بنا قلت ان الفتح قال لي كيت و كيت قال (ع) انه يوالينا بظاهره و يجانبنا بباطنه الدعاء لمن يدعو به اذا أخلصت في طاعة الله و اعترفت برسول الله (ص) و بحقنا أهل البيت و سألت الله تبارك و تعالي شيئا لم يحرمك قلت يا سيدي فتعلمني دعاء اختص به من الأدعية قال قال هذا الدعاء كثيرا أدعو الله به و قد سألت الله تبارك و تعالي أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي و هو (يا عدتي عند العدد و رجائي و المعتمد و يا كهفي و السند و يا واحد يا أحد يا قل هو الله أحد و أسألك أللهم بحق من خلقته من خلقك و لم تجعل في خلقك مثلهم احدا أن تصلي عليهم و تفعل بي كيت و كيت) قال المجلسي (ره) بيان الدعاء لمن يدعو به أي كل من يدعو به يستجاب له و الدعاء تابع لحال الداعي فاذا لم يكن في الداعي شرايط الدعاء لم يستجب له فيكون قوله اذا أخلصت مفسرا لذلك و هو أظهر.

و من معاجزه (ع) قال في (الخرائج) عن أبي العباس قال كنت في الوفد الذين اوفد المتوكل الي المدينة باشخاص أبي الحسن الهادي (ع) الي سر من رأي فلما خرجنا من المدينة و صرنا في بعض الطريق و طوينا المنزل و كان منزلا صايفا شديد الحر فسألنا أباالحسن (ع) أن ينزل فقال لا فمضينا و لم نطعم و لم نشرب حتي اذا صرنا بأرض ملساء لا فيه ظل و لا ماء فنستريح و قد اشتد الحر و الجوع و العطش فجعلنا نشخص بأبصارنا نحو أبي الحسن (ع) فقال عليه السلام ما لكم أحسبكم جياعا و قد عطشتم فقلنا أي و الله يا سيدنا قد عيينا قال انزلوا و كلوا و اشربوا فتعجبت من قوله و نحن في صحراء ملساء لا نري فيها شيئا نستريح اليه و لا نري ماء و لا



[ صفحه 287]



ظلا فقال ما لكم عرسوا فابتدرت الي القطار لأنيخ و اذا أنا بشجرتين عظيمتين تستظل تحتهما عالم من الناس و اني لأعرف موضعهما انه أرض براح قفراء و اذا بعين ماء ليس علي وجه الأرض مثله أعذب ماء و أبرده فنزلنا و أكلنا و شربنا و استرحنا و ان فينا من سلك ذلك الطريق مرارا و لم ير فيه ماء و لا شجرا و لا ظلا فوقع في قلبي ذلك الوقت أعاجيب و جعلت أحد النظر اليه وأتأمله طويلا و اذا نظرت اليه تبسم و زوي وجهه عني فقلت في نفسي و الله لأعرفن هذا كيف هو فاتيت من وراء الشجرة فدفنت سيفي و وضعت عليه حجرين و تغوطت في ذلك الموضع و تهيأت للصلاة فقال أبوالحسن (ع) استرحتم و أكلتم و شربتم قلنا نعم قال فارتحلوا علي اسم الله فارتحلنا فلما ان صرنا ساعة رجعت علي الاثر فاتيت الموضع فوجدت الأثر و السيف كما وضعت و العلامة كما كانت و كأن الله لم يخلق شجرة و لا ماء و لا ظلالا و لا بللا فتعجيت من ذلك و رفعت يدي الي السماء فسألت الله الثبات علي المحبة و الأيمان به و المعرفة منه و أخذت الأثر فلحقت القوم فالتفت الي أبوالحسن (ع) و قال يا أباالعباس تيقنتها قلت نعم يا سيدي لقد كنت شاكا و أصبحت أنا عند نفسي من أغني الناس في الدنيا و الآخرة فقال هو كذلك هم معدودون معلومون لا يزيد رجل و لا ينقص بيان هم معدودون أي الشيعة أعرفهم حق المعرفة لا يزيد علي أعدادهم و لا ينقص من أعدادهم و انت كنت منهم و أنا أعرفك أقول انظر الي هذه المعجزة العظيمة حيث أنزلهم في أرض ملساء و واد قفر فلما ظهر عليهم أثر المشقة و التعب و تغيرت وجوههم من شدة الجوع و العطش أظهر لهم الظلال و الأشجار و العيون و المياه و الطعام و الشراب و رفع عنهم جميع



[ صفحه 288]



الكدورات فبمجرد ما قال (ع) انزلوا و كلوا و اشربوا و اذا بالأشجار نابتة و العيون بادية و المياه جارية و الظلال ممتدة و الأراضي خضرة نضرة و نظير هذه المعجزة ظهرت منه روحي فداه في سر من رأي يوم وروده بها كما قال صالح بن سعيد دخلت علي أبي الحسن (ع) يوم وروده بسر من رأي و قد أنزلوه في (خان الصعاليك) و هو منزل الفقراء و المساكين فقلت له جعلت فداك في كل الامور أرادوا اطفاء نورك حتي انزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك فقال ههنا أنت يا ابن سعيد ثم اومي بيده فاذا أنا بروضات أنقات و أنهار جاريات و جنات بينها خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون فحار بصري و كثر عجبي فقال حيث كنا فهذا لنا يابن سعيد لسنا في خان الصعاليك أقول لما نزل أبوالحسن الهادي (ع) بسر من رأي أنزله المتوكل في خان الصعاليك و هو منزل الفقراء و المساكين:



فلله من خطب له كل مهجة

يحق من الوجد المبرح تتلف



و لما نزل امامنا السجاد زين العابدين بدمشق الشام و معه عيالاته و عماته و أخواته أنزلهم يزيد لعنه الله في تلك الحزبة الميشومة التي لا يكنهم من حر و لا برد و لقد تقشرت وجوههم من حرارة الشمس.