بازگشت

في ذكر أولاد أبي الحسن الهادي


في (الأرشاد و أعلام الوري) خلف أبوالحسن (ع) من الولد أبامحمد الحسن ابنه و هو الأمام بعده و الحسين و محمدا و جعفرا و ابنته علية في (المناقب) أولاده الحسن الأمام و الحسين و محمد و جعفر و ابنته علية و نحن نأخذ بذكر شرذمة من أحوالهم أما الأمام الحسن العسكري فهو أكبرهم علي قول و هو الامام بنص أبيه كمال الدين زل أبوالحسن الهادي (ع) الأمام بعد الحسن و بعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما في (البحار) عن علي بن عمرو النوفلي قال كنت مع أبي الحسن العسكري الهادي (ع) في داره فمر علينا أبوجعفر (ع) فقلت له هذا صاحبنا فقال لاصحابكم الحسن و ابني القائم من بعدي و كتب في جواب بعض شيعته أردت ان تسأل عن الخلف بعد مضي أبي جعفر (ع) و قلقت لذلك فلا تغتم فان الله لا يضل قوما بعد اذ هداهم حتي يبين لهم ما يتقون صاحبكم بعدي أبومحمد ابني و عنده ما تحتاجون اليه يقدم الهي ما يشاء و يؤخر ما يشاء (ما ننسخ من آية أو ننسها نؤت بخير منها أو مثلها قد كتبت بما فيه بيان و اقناع لذي عقل يقظان و في (البحار) كتب اليه فيمن يكون هذا الأمر فكتب الي الاكبر من ولدي و كان أبومحمد اكبر ممن بعده و الا كان أبوجعفر السيد محمدا كبر من الجميع علي ما هو الظاهر (أعلام الوري) عن يحيي ابن يسار قال اوصي أبوالحسن الهادي (ع) قبل مضيه باربعة أشهر الي ابنه الحسن (ع) و أشار اليه بالأمر من بعده و اشهدني علي ذلك و جماعة



[ صفحه 312]



من المواني انتهي.

و أما الحسين فكان في كمال الجلالة و العظمة و من أكابر الزهاد و العباد و كان يعترف بامامة أخيه الحسن و كانوا يعبرون علي الحسين و أخيه الحسن العسكري بالسبطين تشبيها لهما بجديهما سبطي نبي الرحمة الحسن و الحسين و في رواية (أبي الطيب) ان الحجة (عج) يشبه صوته بصوت عمه الحسين و الحسين مدفون معهم في تلك البقعة يعني مع أبيه الهادي و أخيه العسكري (ع) و أما جعفر ابن الأمام فالأخبار في ذمه كثيرة منها خبر ابي خالد الكابلي كما في (الاحتجاج) عن ابي حمزة عن ابي خالد الكابلي عن زين العابدين (ع) في ذم جعفر فهو عندالله جعفر الكذاب المفتري علي الله المدعي ما ليس له باهل المخالف علي أبيه و الحاسد لأخيه ذلك الذي يروم كشف سر الله عند غيبة ولي الله ثم بكي علي بن الحسين (بكاا شديدا) و قال كأني بجعفر الكذاب و قد حمل طاغية زمانه علي تفتيش ولي الله و المغيب في حفظ الله جهلا منه بولادته و حرصا منه علي قتله ان ظفر به طمعا في ميراث أخيه حتي يأخذه بغير حق و خبر آخر عن امامنا ابي الحسن الهادي (ع) و هي كما روي عن فاطمة بنت محمد ابن الهيثم المعروف بابن سبانة قال كنت في دار أبي الحسن الهادي (ع) في الوقت الذي ولد فيه جعفر فرأيت اهل الدار و قد سروا به فصرت الي ابي الحسن الهادي فلم أره مسرورا به فقلت سيدي مالي أراك غير مسرور بهذا المولود فقال (ع) يهون عليك امزه فانه سيضل خلقا كثيرا و خبر آخر ايضا في (الأحتجاج) عن اسحق بن يعقوب قال سألت محمد ابن عثمان العمري ان يوصل الي الحجة (عج) و سألت فيه عن مسائل اشكلت



[ صفحه 313]



علي فورد في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (ع) أماما سألت عنه أرشدك الله و ثبتك الله من أمر المنكرين من أهل بيتنا و بني عمنا فاعلم انه ليس بين الله عزوجل و بين أحد قرابة و من أنكرني فليس مني و سبيله سبيل ابن نوح و أما سبيل عمي جعفر و ولده فسبيل أخوة يوسف (ع) و ورد توقيع آخر في ذم جعفر فهو خبر طويل فمن أراد الاطلاع عليه فليراجع في محله من الكتب المفصلة من (البحار) و غيره و لا بأس أن نذكر بعض كلماته قال الحجة عجل الله فرجه في جواب احمد بن اسحاق ابن سعدي الأشعري رحمه الله لما سأله عن حال جعفر و قد ادعي هذا المبطل المدعي علي الله الكذب بما ادعاه فلا أدري بأية حالة هي له رجا ان يتم دعواه أبفقه في دين الله فو الله ما يعرف حلالا من حرام و لا يفرق بين خطأ و صواب أم بعلم فما يعلم حقا من باطل و لا محكما من متشابه و لا يعرف حد الصلاة و وقتها أم بورع فالله شهيد علي تركه الصلاة المفروضة اربعين يوما يزعم ذلك لطلب الشعبذة و لعل خبره اذا اتي اليكم و هاتيك ظروف مسكرة منصوبة و آثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة أم بآية فليأت بها أم بحجة فليقمها أم بدلالة فليذكرها الي ان قال فالتمس تولي الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت له و امتحنه و اسأله آية من كتاب الله يفسرها أو صلاة يبين حدودها و ما يجب فيها لتعلم حاله و مقداره و يظهر لك عواره و نقصانه و الله حسيبه حفظ الله الحق علي أهله و أقره في مستقره و قد أبي الله عزوجل أن تكون الامامة في أخوين بعد الحسن و الحسين (ع) و اذا اذن الله لنا في القول ظهر الحق و اضمحل الباطل و انحسر عنكم و الي الله أرغب في الكفاية و جميل الصنع و الولاية



[ صفحه 314]



و حسبنا الله و نعم الوكيل و قوله (ع) و هاتيك ظروف مسكرة يظهر انه كان سكيرا خميرا حبس مع أبي محمد العسكري في الحبس فقال و اشيطناه بأعلي صوته يعني جارية له فزجره أبومحمد (ع) و قال له اسكت و انهم رأوا فيه آثار السكر و هو الذي باع صبية جعفرية علوية من أولاد جعفر الطيار كانت في الدر يربونها فبعث بعض العلويين و أعلم المشتري خبرها فرضي بالأقالة فبعثوا اليه باحد و اربعين دينارا ثمن العلوية الجعفرية وردوا عليه و هو الذي بذل مالا كثيرا لبعض وزراء الخليفة يلتمس منه مرتبة أخيه العسكري قال احمد بن عبيدالله بن خاقان في حديث طويل لما توفي أبومحمد العسكري (ع) و قسم ميراثه جاء جعفر الي أبي و قال له اجعل لي مرتبة أخي و اوصل اليك في كل سنة عشرين الف دينار فزبره أبي و اسمعه و قال له يا أحمق ان السلطان أعزه الله جرد سيفه و سوطه في الذين زعموا ان أباك و أخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يقدر عليهم و لم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما و جهد ان يزيل أباك و أخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له ذلك فان كنت عند شيعة أبيك و أخيك اماما فلا حاجة بك الي سلطان يرتبك مراتبهم و لا غير سلطان و ان لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بها و استقله عند ذلك و استضعفه و أمر ان يحجب له فلم يأذن له بالدخول عليه فلما ماتت الجدة أم الحسن العسكري و هي أوصت ان تدفن في الدار فنازعهم جعفر و قال هي داري لا تدفن فيها فخرج الحجة (عج) و قال له يا جعفر دارك هي ثم غاب (ع) فلم ير بعد ذلك و كان جعفر يكني بابي كرين لأن له أولادا كثيرة و له مأة و عشرون ولدا مات و له خمس و اربعون سنة انتهي.



[ صفحه 315]



و ابنه الآخر محمد بن علي (ع) المكني بابي جعفر و هو السيد الزكي المهذب التقي و المطهر النقي و العالم الرضي و المنتجب المرضي و هو السيد الجليل الذي أصله أصيل و فرعه طويل و عنصره نبيل و خلقه جميل و فضله عظيم وجوده عميم سيدنا و مولانا السيد محمد بن الأمام أبي الحسن الهادي عليه السلام عظيم الشأن جليل القدر كانت الشيعة تزعم انه الأمام بعد أبيه بل و يظهر من الأخبار ان الأمام أباالحسن (ع) كان يري فيه الأمامة و يشير اليه كما في (البحار) عن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي الحسن الهادي (ع) وقت وفاة ابنه أبي جعفر (ع) و قد كان أشار اليه و دل عليه و لما توفي أبوجعفر السيد محمد كنت أفكر في نفسي و أقول هذه قصة أبي ابراهيم موسي بن جعفر و قصة اسماعيل ابن الصادق فأقبل علي أبوالحسن (ع) و قال نعم يا أباهاشم بدا لله في أبي جعفر و صير مكانه أبامحمد الحسن (ع) كما بدأ له في اسماعيل بعد ما دل عليه أبوعبدالله و نصبه و هو كما حدثتك نفسك و ان كره المبطلون أبومحمد ابني الخلف من بعدي عنده ما تحتاجون اليه و له الأمامة و الحمدلله و فيه عن (شاهويه بن عبدالله الجلابي) قال كنت رويت عن أبي الحسن العسكري يعني علي الهادي (ع) في ابنه أبي جعفر السيد محمد (ع) روايات تدل عليه فما مضي أبوجعفر و توفي قلقت لذلك و بقيت متحيرا لا أتقدم و لا اتأخر فوقفت ان اكتب اليه في ذلك فلا أدري ما يكون فكتبت اليه اسأله بالدعاء أن يفرج الله عنا في أسباب من قبل السلطان كنا نغتم بها في غلماننا فرجع الجواب بالدعاء ورد الغلمان علينا و كتب في آخر الكتاب أردت ان تسأل عن الخلف بعد مضي أبي جعفر السيد محمد و قلقت لذلك



[ صفحه 316]



فلا تغتم (فان الله لا يضل قوما بعد اذ هداهم حتي يبين لهم ما يتقون) صاحبكم بعدي أبومحمد ابني و عنده ما تحتاجون اليه يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) قد كتبت بما فيه بيان و اقناع لذي عقل يقظان و الحاصل ان هذا السيد الجليل له مقامات كريمة و مناقب سنية لا يسعها الطوامير و الطروس و كيف لا و العرق صحيح و المنشأ كريم و الشأن عظيم و العمل جسيم و العلم كثير و اللسان خطيب و الصدر رحيب فاخلاقه وفق اعراقه و حديثه يشهد لقديمه فهو من دوحة امتد عرقها و بسق فرعها و طاب عودها و اعتدل عمودها فهنيئا له من هذه الدرجة القصوي و السعادة و هذا الشرف و السيادة زاد الله في شرفه و عظمه و جلاله و نجدته انظر الي قبره الشريف كيف يزار في تلك البرية يقصده الناس بالنذور و يتبركون به و يطلبون منه الحاجات و ينقلون عنه كثيرا من الكرامات و يخافون منه بحيث لا يحلفون به كذبا و يفصلون دعاويهم كثيرا بالحلف به و قبره الشريف بقرب بلد علي مرحلة من سامراء مشهور (قال المسعودي) لما خرج علي الهادي (ع) متوجها الي العراق أخرج معه الحسن العسكري و والدته سليل و يقال لها الجدة و لأبي محمد العسكري من العمر اربع سنين و أشهر و خلف أباجعفر السيد محمد بالمدينة و هو أكبر اولاده فما مضت الا أيام قلائل حتي لحق به جميع اولاده و أهل بيته في الخبر قدم السيد محمد عليه في سامراء مشتدا و أقام مع والده الي ان عزم علي الرجوع الي الحجاز في الخبر ان السيد محمد عزم علي النهضة الي الحجاز فسافر في حياة أبيه حتي بلغ بلدا و هي قرية فوق سامراء بصبع فراسخ فمات بالسواد و قبره هناك و سمعت من بعض العلماء أن للأمام علي



[ صفحه 317]



الهادي (ع) مزارع و بساتين في بلد فتمرض السيد محمد (ع) فسافر الي المزارع و البساتين لتغير الهواء فاشتد مرضه هناك و توفي و عثرت علي رواية و ان لم أظفر لها بسند معتبر و لا بأس ان اذكرها و هي ان السيد محمد (ع) لما خرج من المدينة متوجها الي العراق و أقبل مشتدا عجلا اذ مرض في طريقه حتي وصل الي بلد اشتد مرضه فاقام بها فبلغ الخبر الي الأمام أبي الحسن الهادي (ع) خرج اليه مع ابنه الحسن العسكري عجلا قدما عليه و اذا هو قد احتضر فشق عليهما ذلك لأنه في حال النزع جلس أبوالحسن الهادي و أخذ رأسه في حجره و جعل يبكي ففتح أبوجعفر عينيه نظر الي أبيه و بكي و قال بلسان الحال:



مني السلام علي من لست أنساه

و لا يمل لساني قط ذكراه



ان غاب عني فان القلب مسكنه

و من يكون بقلبي كيف انساه



و قال يا أبتاه هذا آخر اللقاء و الملتقي في القيامة عند محمد المصطفي و فارقت روحه قضي نحبه و رأسه في حجر أبيه ليت شعري أي المصيبتين أحرق علي قلوب الموالين مجيي ء ابي الحسن الهادي الي ولده آخذا برأسه في حجره و هو في سكرات الموت أم مصيبة جده الحسين لما أقبل علي ولده علي الاكبر رآه مشقوق الرأس مقطعا بالسيوف و الرماح و النبال و قد فارقت روحه انكب عليه و صرخ و اولداه و اعلياه و لما خرج ابوالحسن الهادي (ع) الي ولده الي بلد خرج من سر من رأي من آل أبي طالب و بني العباس و قريش و بني هاشم ما يقرب من مأة و خمسين رجلا سوي مواليه و ساير الناس و اجتمع اهل البلد معهم و حملوا جنازته و غسلوه و حنطوه و كفنوه و صلي عليه الأمام (ع) و دفنوه في قبره قال (المفيد



[ صفحه 318]



توفي أبوجعفر السيد محمد في حياة أبيه فجاء أبوه فوضع له كرسي فجلس عليه و أبومحمد قائم في ناحية مشقوق الجيب فلما فرغ من غسل أبي جعفر السيد محمد التفت أبوالحسن الي أبي محمد و قال يا بني احدث الله شكرا فقد أحدث فيك امرا يعني أمر الأمامة فلما قال له أبوه ذلك بكي و استرجع و قال انا لله و انا اليه راجعون الحمدلله رب العالمين اياه اشكر تمام نعمه علينا (في الخبر) كان أبومحمد العسكري يأنس بأخيه السيد محمد و شق جيبه عليه يوم وفاته هذا حال العسكري في فقد أخيه اذا ما حال الحسين (ع) يوم وقف علي أخيه العباس و شقيقه و رآه مقطوع اليدين مضروبا علي رأسه بعمود وقف منحيا و وضع يده علي خاصرته و صرخ الآن انكسر ظهري و قلت حيلتي و لما عيب علي ابي محمد في شق الجيب قال شق موسي علي أخيه و لقد شق العسكري جيبه مرتين مرة في وفاة أخيه و مرة عند موت أبيه و زينب سلام الله عليها شقت جيبها لما رأث قضيب الخيزران علي شفتي أخيها الحسين (ع) (ألا لعنة الله علي القوم الظالمين)