بازگشت

هذا الكتاب


بسم الله الرحمن الرحيم

نقدم في هذا الكتاب موجزا لحياة الامام أبي الحسن الهادي عليه السلام، و استعراضا لبعض ما ورد من كلامه و مواعظه، و نختمه بكلمات العلماء و العظماء في الاشادة به عليه السلام، و الاعتراف بفضله، و اكبارهم لمقامه.

و جدير بالأمة الاسلامية أن ترجع الي أئمة أهل البيت عليهم السلام، ميممين شطرهم، آخذين بتعاليمهم مؤتمرين بأوامرهم، منتهين بنواهيهم، فهم بن الحديث (السفينة التي من ركبها نجا، و من تخلف عنها غرق و هوي، و الثقل الذي خلفه الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم بين ظهراني الأمة).

و قد أرادهم الله و الرسول حكاما علي الخلق، و ساسة للعباد، و أمراء علي المسلمين، ولكن الأمة أخرتهم عن مقامهم، و أزالتهم عن مراتبهم التي رتبهم الله و رسوله فيها، فأخطأوا حظهم، و لم يصيبوا رشدهم، و قد حصدوا غب ما زرعوا، فها هي الانقسامات بين المسلمين، و تفرقهم الي مذاهب و نحل، و قد أرادهم الحق تبارك و تعالي أمة واحدة (ان هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون) [الأنبياء: 92].

و اذا كان السلف دفعته المطامع و حب الرئاسة والسلطان، فنحي أئمة أهل البيت عليهم السلام عن منصة الحكم، و دفعهم عن قيادة الأمة، فما هو عذر المسلمين اليوم و قد تركوا تعاليمهم، و دانوا بغير مذهبهم، و أخذوا بقول من هو دونهم في العلم والمعرفة، و تفهم الكتاب و السنة.



[ صفحه 208]



فليس من تفسير للبعد عن الأئمة عليهم السلام و تعايمهم الا الجهل، و العناد لله و الرسول صلي الله عليه و آله و سلم.

جمع الله الأمة الاسلامية علي حبهم، و الأخذ بتعاليمهم، والاستنان بسنتهم (و من يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه و لقد اصطفينه في الدنيا و انه في الأخرة لمن الصالحين) [البقرة: 130.]



[ صفحه 209]