بازگشت

عبادته


ان أكثر المترجمين للامام الهادي عليه السلام أسهبوا الحديث عن عبادته، و ليس ذلك بكثير علي شبل علي أميرالمؤمنين عليه السلام الذي كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة [1] والذي يقول فيه ابن أبي الحديد: و ما ظنك برجل يبلغ من محافظته علي ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه ورده، والسهام تقع بين يديه، و تمر علي صماخيه يمينا و شمالا فلا يرتاع لذلك، و لا يقوم حتي يفرغ من وظيفته [2] .

والامام علي زين العابدين عليه السلام الذي أجمع المؤرخون و أهل الحديث علي أنه كان يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة [3] .

والامام الرضا عليه السلام الذي خلع علي دعبل بن علي الخزاعي رضوان الله عليه قميصا من خز و قال له: احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ليلة كل ليلة ألف ركعة، و ختمت فيه القرآن ألف ختمة [4] .

لقد ذكر المؤرخون للامام الهادي عليه السلام هجوم أصحاب المتوكل علي منزله ليلا فوجدوه في بيت وحده و عليه مدرعة من شعر، و لا بساط في البيت الا الرمل



[ صفحه 214]



والحصي، و علي رأسه ملحفة من الصوف متوجها الي ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد و الوعيد [5] .

نذكر في هذه الصفحات بعض كلماتهم في عبادته عليه السلام:

1- قال يحيي بن هرثمة: كان ملازما للمسجد، لم يكن عنده ميل الي الدنيا [6] .

2- قال القطب الراوندي: و كان بالليل مقبلا علي القبلة لا يفتر ساعة، و عليه جبة صوف، و سجادته علي حصير [7] .

3- قال اليافعي: كان متعبدا فقيها اماما [8] .

4- قال ابن كثير: كان عابدا زاهدا [9] .

5- قال ابن العماد الحنبلي: كان متعبدا [10] .

6- قال الحائري: و من شوقه عليه السلام بعبادة ربه لايستقر بالليل، و لا ينام الا قليلا حتي يقوم و يتشاغل بالعبادة، و يترنم بالقرآن، يحزن و يبكي، و يبكي من سمعه، و يجلس علي الرمل و الحصي في جوف الليل، و يشتغل بالعبادة و الاستغفار، و تلاوة القرآن، و يحيي أكثر لياليه [11] .

7- قال السيد عبدالوهاب البدري: و عندما يقبل الليل يتجه الي ربه ساجدا راكعا خاشعا، ليس بين جبينه الوضاح و بين الأرض سوي الرمل و الحصي [12] .



[ صفحه 215]




پاورقي

[1] الغدير 5 / 25 عن مصادر كثيرة.

[2] شرح نهج البلاغة 1 / 9.

[3] المناقب 2 / 251. الخصال 57. الفصول المهمة 183. نورالابصار 127. مطالب السؤول2 / 47 . كشف الغمة 200. صفة الصفوة 2 / 56. اسعاف الراغبين 208. بحارالأنوار11 / 19.

[4] أعيان الشيعة 4 ق3 / 107.

[5] أنظر فصل (مع المتوكل) من هذا الكتاب.

[6] أصول الكافي 1 / 502.

[7] الخرايج و الجرايح.

[8] مرآة الجنان 2 / 160.

[9] البداية والنهاية 11 / 15.

[10] شذرات الذهب 2 / 129.

[11] نورالابصار 277.

[12] سيرة الامام العاشر علي الهادي عليه اسلام 59.