بازگشت

احسانه و كرمه


ان كتب التاريخ و التراجم و السير حافلة بذكر احسان أئمة أهل البيت عليهم الصلاة و السلام، و ذكر كرمهم و عطاياهم و عطفهم علي الأمة الاسلامية، فكرمهم يربو علي كرم الملوك و الأمراء، و احسانهم يفوق احسان المحسنين، و لا غرو في ذلك فهم أصل لكل فضيلة، و معدن لكل خير و احسان، حباهم المولي جل شأنه كل صفات الكمال، و أعطاهم جميع المكارم.

و الحديث في هذه الصفحات عن احسان الامام علي الهادي عليه السلام و كرمه، ولو أردنا تسجيل كل ما ذكره له المؤرخون و أهل السير في هذا الباب لخرجنا عما التزمناه من الاختصار، فنذكر بعض ذلك:

1 - دخل أبوعمرو عثمان بن سعيد، و أحمد بن اسحاق الأشعري، و علي بن جعفر الهمداني علي أبي الحسن العسكري، فشكا اليه أحمد بن اسحاق ديناً عليه.

فقال: يا أباعمرو - و كان وكيله - ادفع اليه ثلاثين ألف دينار، و الي علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار، و خذ أنت ثلاثين ألف دينار.

فهذه معجزة، لا يقدر عليها الا الملوك، و لا سمعنا بمثل هذا العطاء [1] .

2 - قال اسحاق الجلاب: اشرتيت لأبي الحسن عليه السلام غنما كثيرة يوم التروية، فقسمها في أقاربه [2] .

3 - قال أبوهاشم الجعفري: أصابتني ضيقة شديدة، فصرت الي أبي الحسن



[ صفحه 219]



علي بن محمد فأذن لي، فلما جلست قال: يا أباهاشم أي نعم الله عزوجل عليك تريد أن تؤدي شكرها؟

قال أبوهاشم: فوجمت فلم أدر ما أقول له.

فابتدأ عليه السلام فقال: رزقك الايمان فحرم به بدنك علي النار، و رزقك العافية فأعانتك علي الطاعة، و رزقك القنوع فصانك عن التبذل.

يا أباهاشم انما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أنك تريد أن تشكو الي من فعل بك هذا، و قد أمرت لك بمائة دينار فخذها [3] .

4 - قال اسحاق الجلاب: اشتريت لأبي الحسن غنما كثيرة، فدعاني فأدخلني من اصطبل داره الي موضع واسع لا أعرفه، فجعلت أفرق تلك الغنم فيمن أمرني به [4] .



[ صفحه 220]




پاورقي

[1] المناقب 2 / 449.

[2] أعيان الشيعة 4 ق 3 / 274.

[3] بحارالأنوار 12 / 130.

[4] أصول الكافي 1 / 499.