بازگشت

رسائله


لو ترك الناس أئمة أهل البيت عليهم السلام و شأنهم لحفظ لنا التاريخ أضعاف ما حفظه لهم الآن، و لا متلأت الدنيا بعلومهم و تعاليمهم، ولكنهم تعقبوهم قتلاً و تشريداً، فحرموا الأجيال من معين فياض، و منهل عذب.

و موضوعنا - رسائل الامام عليه السلام - فاعلم رعاك الله أن خطب الأئمة عليهم السلام و أحاديثهم و وصاياهم و رسائلهم كلها من أجل الدفاع عن الاسلام و نشر تعاليمه و اعلاء كلمته، فهو هدفهم الأول و الأخير، نذكر بعض ما ورد من رسائل الامام الهادي عليه السلام.

1 - من كتاب له عليه السلام الي بعض شيعته ببغداد:

«بسم الله الرحمن الرحيم، عصمنا الله و اياك من الفتنة فان يفعل فقد أعظم بها نعمة، و ان لا يفعل فهي الهلكة، نحن نري أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل و المجيب، فتعاطي السائل ما ليس له، و يتكلف المجيب ما ليس عليه، و ليس الخالق الا الله عزوجل و ما سواه مخلوق، و القرآن كلام الله لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله و اياك من الذين يخشون ربهم و هم من الساعة مشفقون» [1] .

2 - من كتاب له عليه السلام الي أحمد بن اسحاق جواباً عن كتاب كتبه الي يسأله عن الرؤية و ما فيه الناس:



[ صفحه 223]



«لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي و المرئي هواء ينفذه البصر، فاذا انقطع الهواء، و عدم الضياء بين الرائي و المرئي لم تصح الرؤية، و كان في ذلك الاشتباه، لأن الرائي متي ساوي المرئي من السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه، و كان في ذلك التشبيه، لأن الأسباب لابد من اتصالها بالمسببات» [2] .

3 - من كتاب له عليه السلام في جواب لمن سأله عن التوحيد:

«لم يزل الله موجوداً ثم كون ما أراد، لا راد لقضائه، و لا معقب لحكمه، تاهت أوهام المتوهمين، و قصر طرف الطارفين، و تلاشت أوصاف الواصفين، و اضمحلت أقاويل المبطلين، عن الدرك لعجيب شأنه أو الوقوع بالبلوغ علي علو مكانه، فهو بالموضع الذي لا يتناهي، و بالمكان الذي لم يقع عليه فيه عيون باشارة و لا عبارة، هيهات هيهات» [3] .



[ صفحه 224]




پاورقي

[1] التوحيد 224.

[2] الدمعة الساكبة 3 / 133. التوحيد 109.

[3] الاحتجاج 2 / 250.