بازگشت

استجابة دعائه


جل من ترجم لللامام أبي الحسن الهادي عليه السلام ذكر له مواطن كثيرة كان قد دعا فيها عليه السلام لشيعته، أو علي ظالميه، و استجابة دعائه فيها.

و لا غرو في استجابة دعائه فهو خليفة الله في أرضه، و حجته علي خلقه، و الوارث للرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم.

نذكر في هذه الصفحات بعض ما ورد من استجابة دعائه عليه السلام:

1 - قال موسي: قصدت الامام يوماً فقلت: يا سيدي ان هذا الرجل قد أطرحني، و قطع رزقي، و ملني، و ما اتهم في ذلك الا علمه بملازمتي لك، و اذا سألته شيئاً منه يلزمه القبول منك، فينبغي أن تتفضل علي بمسائلته

فقال: تكفي ان شاء الله.

قال: فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل، رسول يتلو رسولاً، فجئت و الفتح علي الباب قائم فقال: يا رجل ما تأوي في منزلك بالليل، كدني هذا الرجل مما يطلبك. فدخلت و اذا المتوكل جالس في فراشه فقال: يا موسي نشتغل عنك و تنسينا نفسك، أي شي ء لك عندي؟

فقلت: الصلاة الفلانية، و الرزق الفلاني، و ذكرت أشياء فأمر لي بها و بضعفها.

فقلت للفتح: وافي علي بن محمد الي ها هنا؟

فقال: لا.

فقلت: أكتب رقعة؟

فقال: لا.



[ صفحه 239]



فوليت منصرفاً فتبعني فقال لي: لست أشك أنك سألته الدعاء لك، فالتمس لي منه الدعاء.

قال: فلما دخلت اليه عليه السلام فقال لي: يا موسي هذا وجه الرضا.

فقلت: ببركتك يا سيدي، ولكن قالوا: ما مضيت اليه و لا سألته.

فقال عليه السلام: ان الله تعالي علم منا أن لا نلجأ في المهمات الا اليه، و لا نتوكل في الملمات الا عليه، وعودنا اذا سألناه الاجابة، و نخاف أن نعدل فيعدل بنا [1] .

2 - قال أبوهاشم الجعفري: ظهر برجل من أهل (سر من رأي) برص فتنغص عليه عيشه، فاجتمع يوماً بأبي علي الفهري فشكي اليه حاله.

فقال له لو تعرضت يوماً لأبي الحسن علي بن محمد فسألته أن يدعو لك لرجوت أن يزول عنك هذا.

قال: فتعرض له يوماً في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكل، فلما نظره قام ليدنو منه فيسأله ذلك، فقال له: تنح عافاك الله - و أشار بيده - تنح عافاك الله ثلاث مرات.

فرجع الرجل و لم يجسر أن يدنو منه، وانصرف فقصد الفهري فعرفه الحال و ما قال له.

فقال له قد دعا لك قبل أن تسأله، فامض فانك ستعافي.

و انصرف الرجل الي بيته فبات تلك الليلة فلما أصبح لم ير علي بدنه شيئاً من ذلك [2] .

3 - قال زرارة: أراد المتوكل أن يمشي علي بن محمد بن الرضا عليه السلام يوم السلام.

فقال وزيره: ان في هذا شناعة عليك، و سوء قالة فلا تفعل.



[ صفحه 240]



قال: لابد من هذا.

قال: فان لم يكن بد من هذا فتقدم بأن يمشي القواد و الأشراف كلهم حتي لا يظن الناس أنك قصدته بهذا دون غيره، ففعل و مشي عليه السلام و كان في الصيف، فوافي الدهليز و قد عرق، قال: فلقيته فأجلسته في الدهليز و مسحت وجهه بمنديل و قلت: ان ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك فلا تجد عليه في قلبك.

فقال عليه السلام: ايها عنك (تمتعوا في داركم ثلثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) قال زرارة: و كان عندي معلم يتشيع و كنت كثيراً أمازحه بالرافضي، فانصرفت الي منزلي وقت العشاء و قلت: تعال يا رافضي حتي أحدثك بشي ء سمعته اليوم من امامكم.

قال لي: و ما سمعته؟

فأخبرته بما قال.

فقال: أقول لك فاقبل نصيحتي.

قلت: هاتها.

قال: ان كان علي بن محمد قال بما قلت فاحترز و اخزن كل ما تملكه، فان المتوكل يموت أو يقتل بعد ثلاثة أيام، فغضبت عليه و شتمته و طردته من بين يدي فخرج. فلما خلوت بنفسي تفكرت و قلت: ما يضرني أن آخذ بالحزم، فان كان من هذا الشي ء كنت قد أخذت بالحزم، و ان لم يكن لم يضرني ذلك.

قال: فركبت الي دار المتوكل فأخرجت كل ما كان لي فيها، و فرقت كل ما كان في داري الي عند أقوام أثق بهم، و لم أترك في داري الا حصيراً أقعد عليه.

فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل، و سلمت أنا و مالي، و تشيعت عند ذلك، فصرت اليه و لزمت خدمته و سألته أن يدعو لي و توليته حق الولاية [3] .



[ صفحه 241]



4 - بعث عليه السلام الي ابن الخضيب: لأقعدن لك و الله مقعداً لا يبقي لك معه باقية.

فأخذه الله في تلك الأيام [4] .

5 - روي أنه دخل دار المتوكل فقام يصلي، فأتاه بعض المخالفين فوقف حياله فقال له: الي كم هذا الرياء؟

فأسرع الصلاة و سلم، ثم التفت اليه فقال: ان كنت كاذباً مسخك الله.

فوقع الرجل ميتاً، فصار حديثاً في الدار [5] .

6 - قال علي بن جعفر: عرضت أمري علي المتوكل فأقبل علي عبيدالله بن خاقان فقال: لا تتعبن نفسك بعرض قصة هذا و أشباهه، فان عمك أخبرني أنه رافضي و أنه وكيل علي بن محمد، و حلف أن لا يخرج من الحبس.

فكتبت الي مولانا: ان نفسي قد ضاقت، و اني أخاف الزيغ.

فكتب الي؛ أما اذا بلغ الأمر منك ما أري، فسأقصد الله فيك، فما عادت الجمعة حتي أخرجت من السجن [6] .

7 - دعا عليه السلام علي رجل حلف كاذباً، فمات الرجل من الغد [7] .



[ صفحه 242]




پاورقي

[1] مدينة المعاجز 468.

[2] المصدر 474.

[3] بحارالأنوار 12 / 134.

[4] كشف الغمة 293. أصول الكافي 1 / 501.

[5] اثبات الوصية 181.

[6] رجال الكشي 506.

[7] بحارالأنوار 12 / 134.