بازگشت

توجيه الكوادر


ان علي الهرم القيادي أن يوجه القاعدة بشكل يضمن سلامة العمل و الافراد، و هذا لا يكون الا حينما تمتلك القيادة «جهاز معلومات» تستطيع من خلال المعلومات ان توجه الافراد بصورة سليمة، تقول الرواية: -

«عن علي بن محمد النوفلي قال: قال لي محمد بن الفرح: ان أباالحسن (ع) كتب اليه، يا محمد: أجمع أمرك و خذ حذرك، قال: فانا في جمع أمري ليس ادري ما كتب به الي حتي ورد علي رسول حملني من مصر مقيدا و ضرب علي كل ما املك و كنت في السجن ثمان سنين، ثم ورد علي منه في السجن كتاب فيه يا محمد، لا تنزل في ناحية الجانب الغربي، فقرأت الكتاب، فقلت: يكتب الي



[ صفحه 57]



بهذا و أنا في السجن، ان هذا لعجب!!، فما مكثت حتي خلي عني و الحمدلله قال و كتب اليه محمد بن الفرج يسأله عن ضياعه، فكتب اليه، سوف ترد عليك و ما يضرك ان لا ترد عليك، فلما شخص محمد بن الفرج الي العسكر كتب اليه برد ضياعه و مات قبل ذلك» [1] ، ان هذه الرواية تدلنا علي الحقائق التالية:

1- توجيه «محمد بن الفرح» نحو اخذ الاحتياطات الامنية و اخفاء القضايا السرية و الحركية «يا محمد: أجمع أمرك و خذ حذرك».

2- معرفة الامام (ع) بالامكنة مما يعني ان الامام كان عنده مسح ميداني للمناطق!! «يا محمد: لا تنزل في ناحية الجانب الغربي» أي غربي البلد و ذلك لئلا يتهم بالرفض ان اكثر أهل الكرخ كان من الشيعة، و هذا يدلل علي قوة الاحتياطات الامنية التي يجب علي الرساليين اتخاذها.

3- «ان الامام أبوالحسن (ع) كان في سامراء، و صاحبه كان في مصر، فربما كان الامام عنده عين توصل الاخبار مع عدم استلزام ذلك لعنصر المعجزة، كأن يكون رئيس الوزراء يتشيع للامام و يكون عينا له.

و قد سبق و ان رأينا في حادثة ان رئيس الوزراء و هو الفتح بن خاقان يقول له المتوكل: اذهب و خذ المال الذي يأتيك من الطريق الفلاني، فيذهب هذا و يخبر الامام بالامر.



[ صفحه 58]



4- و هي الاهم، تري ان الرجل في السجن و الامام يكتب له رسالة، كيف يوصل له الرسالة كيف يعطيه التعليمات؟ ان هذا يدلنا بوضوح علي طبيعة اعمال و اساليب الائمة (ع) في داخل الامة الاسلامية، فلم يكونوا يجلسون في زوايا بيوتهم بعيدين عن الاحداث.

5- و للقضية نهاية و هي: ان الامام (ع) قال له: «يرد عليك اموالك و ما يضرك الا ترد عليك» أي ما اهمية الاموال ما دمت تقوم بمهمة دينية كبيرة و هو انك من موالينا و تعمل في سبيل الله فليأخذوا أموالك، فالانسان ما دام عنده هدف اسمي في حياته فما يهمه من امر المال و سائر متاع الدنيا الزائل، اليست هذه أشياء غير مهمة بالنسبة له؟!» [2] .

6- يجب علي الرسالي ان ينفذ اوامر القيادة فورا حتي و لو لم يعرف الهدف من هذه الاوامر، فالكادر ليس دائما يعرف الهدف من الارشاد القيادي، و هذا ما نلاحظه في قصة «محمد بن الفرح» حيث لم ينفذ اوامر القيادة لانه لم يعرف الهدف من الامر!! «قال: فانا في جمع امري ليس ادري ما كتب به الي حتي ورد علي رسول حملني من مصر مقيدا و ضرب علي كل ما أملك و كنت في السجن ثمان سنين» فلو نفذ «محمد بن الفرح» أوامر الامام (ع) لما وجدت السلطة عنده مستمسكات تدينه، و لما مكث في السجن ثمان سنوات.

و أخيرا - عزيزي القاري ء - لعلك اكتشفت بعضا من ملامح العمل السري



[ صفحه 59]



و التنظيمي في عمل الامام الهادي (ع).

فهل نستفيد من هذه الدروس و نجعلها بمثابة المصباح الذي ينير لنا الطريق في العمل التنظيمي و السري في حياتنا الجهادية؟؟؟


پاورقي

[1] اصول الكافي، ص 418.

[2] التأريخ الاسلامي - ص 395.