بازگشت

مقدمة الكتاب


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله بجميع محامده كلها، علي جميع نعمه كلها، ثم الصلاة و السلام علي محمد عبده و رسوله و خيرته من خلقه و مبلغ رسالاته و علي آل الطيبين الطاهرين الغر الميامين.

أما بعد:

فان من أفضل نعم الله و أتمها علي الامة الاسلامية نعمة وجود الامة من أهل البيت عليهم السلام الذي فضلهم علي العباد و جعلهم خلفاء في أرضه و أمناء علي دينه.

فمن أداء شكر نعمه تبارك و تعالي، معرفة هذه الأنوار المقدسة الذي من جهلهم ضل عن دينه و عن معرفة نبيه و رسوله.

و لما لم يمكن الوصول الي معرفتهم الا من أهله، فعليه أن نتأمل فيما ورد عن الله علي لسان نبيه، و عن نبيه بما ورد في لسان الروايات و الأحاديث الاسلامية.

و السبب في ذلك أولا لأنهما أعرف بهم من غيرهم، و الثاني أن غيرهما أراد اطفاء نورهم و اخفاء فضائلهم حينما عرف أنهم أساس الاسلام.

اذا كيف يرجي في الاهتمام بنشر فضائلهم و مناقبهم، كما قرأنا كل ذلك من المواقف السلبية التي اتخذوها تجاه العترة الطاهرة عليهم السلام و لكن أبي الله الا أن يتم نوره و لو كره المشركون.

و نحن و ان لم يمكننا حصر هذه الروايات و دراستها بكاملها، نقدم بعض ما ورد في شأنهم، عملا بالقاعدة المعروفة ما لا يدرك كله لا يترك كله.



[ صفحه 11]



فالأئمة هم السادة الولاة و القادة الحماة الذين اصطفاهم الله و انتجبهم و ارتضاهم، و هم الذين عملوا بالهدي و دين الحق، هم العروة الوثقي و الحجة علي أهل الدنيا و الوسيلة الي الله.

و هم الذين حفظ الله بهم دينه و رزق عباده و أخرج بركات الأرض و دفع العذاب عن خلقه، و أنزل رحمته.

و هم الذين استنقذ الله بهم عباده من ضلالة الشرك و ضلالة الفتنة.

مثلهم مثل سفينة نوح التي من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق و هلك، و مثلهم مثل النجم في السماء و الشمس في رائعة النهار.

هم الثقل الأصغر الذي قرن طاعتهم بطاعته تبارك و تعالي.

فحقيق بهم أن يقال في شأنهم و علو مقامهم: لله در هذا البيت الشريف، و النسب الخضم المنيف و ناهيك به من فخار، و حسبك فيه من علو مقدار، فهم جميعا في كرم الأرومة و طيب الجرثومة كأسنان المشط، متعادلون، و لسهام المجد مقتسمون، فياله من بيت عالي الرتبة سامي المحلة، فلقد طاول السماك علا و نبلا، و سما الفرقدين منزلة و محلا و استغرق صفات الكمال، فلا يستثني فيه بغير و لا بالا، انتظم في المجد هؤلاء الأئمة انتظام اللئالي و تناسقوا في الشرف فاستوي الأول و التالي، و كم اجتهد قوم في خفض منارهم و الله يرفعه و ركبوا الصعب و الذلول في تشتيت شملهم و الله يجمعه، و كم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله و لا يضيعه.

و الامام علي بن محمد العسكري عليه السلام الملقب بالهادي هو أحدهم و عاشرهم، الذي أتحف الله وجوده الي العباد.