بازگشت

مقام الامام الهادي عند الطبيب النصراني


روي الطبري في دلائل الامامة قال: و حدثني أبو عبدالله القمي، قال: حدثني ابن عوس، قال: حدثني أبوالحسن محمد بن اسماعيل بن أحمد النهلي الكاتب بسر من رأي سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، قال: كنت بسر من رأي أسير في درب الحصا فرأيت يزداد النصراني تلميذ بختيشوع و هو منصرف من دار موسي بن بغا، فسا يرني و أفضي بنا الحديث أن قال: أتري هذا الجدار؟ تدري من صاحبه؟ قلت من؟ قال الفتي الحجازي يعني علي بن محمد الرضا عليه السلام و كنا نسير في فناء داره.

قلت فما شأنه؟

قال: ان كان مخلوق يعلم الغيب فهو، قلت كيف؟



[ صفحه 57]



قال: سأخبرك بأعجوبة لا تسمع بمثلها و لا غيرك و لكن لي الله عليك كفيل انك لا تحدث به أحدا فاني رجل طبيب ولي معيشه أرعاها عند هذا السلطان. قلت لك ذلك.

قال: بلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه أن تنصرف وجوه الناس اليه و يخرج هذا الأمر من بيته، ثم سكت.

قلت فحدثني فانما أنت نصراني لا يتهمك أحد ان حدثت في هذا الشأن و قد ضمنت لك الكتمان.

قال: لقيته منذ أيام و هو علي فرس أدهم و عليه ثياب سود و عمامة سوداء و هو أسود اللون، فوقفت اعظاما له و قلت في نفسي: لا و حق المسيح ما خرج من فمي حديث النفس، ثياب سود ودابه سوداء و رجل أسود، سواد في سواد، فلما بلغ الي أحد النظر الي و قال لي: قلبك أسود مما تري عيناك من سواد في سواد في سواد.

قلت له: فما أجبت؟

قال: سقط في يدي و لم أحر جوابا.

قلت: أفما ابيض قلبك لما شاهدت.

قال: الله أعلم. قال أبي فلما اعتل يزداد بعث الي فحضرت عنده. فقال ان قلبي ابيض بعد اسوداده و أنا أشهد أن لا اله الا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله و أن علي بن محمد حجة الله علي خلقه و ناموسه و مات في مرضه فحضرت الصلاة عليه. [1] .



[ صفحه 58]




پاورقي

[1] دلائل الامامة، ص 221، بحار الأنوار، ج 50، ص 162.