بازگشت

وقفة قصيرة مع ابن العماد


أقول: نسب ابن العماد الحنبلي ضمن الثناء علي الامام الهادي عليه السلام مسئلة الغلو الي الشيعة، لاعتقادهم بعصمة الأئمة الاثني عشر و لكن ليست هذه بأول تهمة يوجهها ابن العماد و أمثاله من المؤرخين الي الشيعة. فانه ان لم يعتقد للامام الهادي عليه السلام مرتبة سامية دون سائر الناس، فلم يبق فرق بين الامام و المأموم، اذا فلماذا لقبه بالامام؟!

و ان اعتقد أن مرتبة الامام الهادي عليه السلام أعلي و أعظم من سائر الناس فلماذا يستغرب من قول الشيعة أنه كان معصوما حتي يتجرأ بالهجوم عليهم و نسبة الغلو اليهم؟!

فهل يصح أن ننسب الي بعض هؤلاء الذين ينكرون عصمة الأنبياء ما لا يرضون به في حين أن الأنبياء كانوا معصومون، و عصمتهم ثابتة بالآيات القرآنية.

و ثانيا: هل المعصية و الذنب تعد رجسا أم لا؟ فان كانت رجسا لا يجوز نسبة المعصية اليهم لانهم منزهون عن ذلك لأن الله طهرهم عن المعاصي و الأرجاس حيث يقول: يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا. [1] فكيف تنكرون عصمتهم و الله أثبت ذلك لهم؟!!



[ صفحه 68]



و مما يزيد تعجبي من أمثال ابن العماد، هو التناقض و التهافت في أقوالهم فتارة يشيرون الي موارد من فسقهم و فجورهم و ادمانهم لشرب الخمر و أخري يعتقدون بامامة هؤلاء الفسقة و يطلقون لقب أميرالمؤمنين، و خليفة المسلمين، أو امام المسلمين علي شخص فاسق فاجر شارب للخمر و معلن بالفسق كالمتوكل العباسي و لا يتأملون في هذه النسبة الباطلة اليهم أدني تأمل!!

فكيف يرضي المؤمن الذي يتحرز عن المعاصي يري امامه يشرب الخمر و يعصي الله؟ فياليته فسر لنا معني الامام الذي يعتقده.

فلا شك أنه لما لم يري من هؤلاء الأئمة الا الفسق و شرب الخمر، فلذلك استغرب من اعتقاد الشيعة بعصمة أئمتهم الاثني عشر الذين طهرهم الله تطهيرا.

و الا فالمسئلة ثابتة لا غبار عليها و من أراد التوسع في ذلك فليراجع مجمع البيان للعلامة الطبرسي و الفصول المختارة للشيخ المفيد و التبيان للشيخ الطوسي و مرآة العقول للعلامة المجلسي و غير ذلك من المصادر.



[ صفحه 71]




پاورقي

[1] سورة الأحزاب، الآية 33.