بازگشت

الامام الهادي و الحاسدون عليه


غضب عدد كثير من الناس علي الامام الهادي عليه السلام و حسدوه لما رأوا فيه من



[ صفحه 82]



الآيات و الكرامات و المعجزات، و لما راؤا فيه غزارة العلم و طيب الأخلاق و سمو المقام و اقبال الناس عليه و تفضيله علي الآخرين. فلذلك حسده بريحه او عبدالله بن محمد و هو المدينة و طلب من المتوكل أن يخرجه من المدينة، و طلب زيد بن موسي من عمر بن الفرج أن يجلسه مكان الهادي، و طلب يحيي بن أكثم من المتوكل أن يترك السؤال عنه، حتي لا يظهر علمه أكثر مما ظهر، و سعي به البطحائي الي المتوكل حتي هجموا عليه ليلا في بيته الي آخر ما تقرأه في حياة الهادي عليه السلام. من هذه المواقف السلبية ضده عليه السلام. و نحن نكتفي هنا ببعض الفقرات و نحيل أصل ما جري في ذلك في الفصل المخصص به.

1- قال في عيون المعجزات: و روي أن بريحة صلي الصلاة بالحرمين و كتب الي المتوكل، ان كان لك في الحرمين حاجة فأخرج علي بن محمد منهما، فانه قد دعا الناس الي نفسه و اتبعه خلق كثير و تابع اليه.... [1] .

2- قال الطبرسي: رفع زيد بن موسي الي عمر بن الفرج مرارا يسأله أن يقدمه علي ابن أخيه و يقول: انه حدث و أنا عم أبيه، فقال عمر ذلك لأبي الحسن عليه السلام، فقال: افعل واحدة اقعدني غدا قبله ثم انظر، فلما كان من الغد، أحضر عمر أباالحسن عليه السلام، فجلس في صدر المجلس ثم أذن لزيد بن موسي فدخل فجلس بين يدي أبي الحسن عليه السلام، فلما كان يوم الخميس أذن لزيد بن موسي قبله فجلس في صدر المجلس ثم أذن لأبي الحسن عليه السلام فدخل، فلما رآه زيد، قام من مجلسه و أقعده في مجلسه و جلس بين يديه. [2] .

3- و قال أيضا: و كان المتوكل يجتهد في ايقاع حيلة به و يعمل علي الوضع من قدره في عيون الناس فلا يتمكن من ذلك. [3] و منه أنه لما وصل الامام الهادي الي



[ صفحه 83]



سامرا، تقدم المتوكل أن يحتجب عنه في منزله، فنزل في خان يعرف بخان الصعاليك فقام فيه يومه ثم تقدم المتوكل بافراد دار له فانتقل اليها. [4] و منه انه كان يقول: و يحكم أعياني أمر ابن الرضا وجهدت أن يشرب معي و يناد مني فامتنع.... [5] .

4- قال ابن عياش و حدثني أبوطاهر الحسن بن عبدالقاهر الطاهري، قال: حدثنا محمد بن الحسن الأشتر العلوي قال كنت مع أبي علي باب المتوكل و أنا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي الي عباسي و جعفري، و نحن وقوف اذ جاء أبوالحسن ترجل الناس حتي دخل.

فقال بعضهم لبعض: لم نترجل لهذا الغلام و ما هو بأشرفنا و لا بأكبرنا و لا بأسننا، و الله لا ترجلنا له.

فقال أبوهاشم الجعفري: و الله لتترجلن له صغرة اذا رأيتموه فما هو الا أن أقبل و بصروا به حتي ترجل له الناس كلهم. فقال لهم أبوهاشم الجعفري: أليس زعمتم أنكم لا ترجلون له؟

فقالوا له: و الله ما ملكنا أنفسنا حتي ترجلنا. [6] .

5- و قال يحيي بن أكثم في حديث له مع الهادي عليه السلام في مجلس المتوكل تقديم أسئله من صعاب المسائل اليه ليجيب الامام عليها، مخاطبا المتوكل: ما نحب أن تسأل هذا الرجل عن شئ بعد مسائلي، فانه لا يرد عليه شئ بعدها الا دونها، و في ظهور علمه تقوية للرافضة. [7] .

6- و حسده العباس بن محمد الملقب بهريسة فقال يوما للمتوكل: ما يعمل أحد بك أكثر مما تعمله بنفسك في علي بن محمد، فلا يبقي في الدار الا من يخدمه



[ صفحه 84]



و لا يتعبونه بشيل ستر، و لا فتح باب و لا شئ و هذا اذا علمه الناس قالوا: لو لم يعلم استحقاقه للأمر ما فعل به هذا، دعه اذا دخل يشيل الستر لنفسه و يمشي كما يمشي غيره فتمسه بعض الجفوة.... [8] .

7- و أنكر الفقهاء في عصره، حكمه في نصراني فجر بامرأة مسلمه، حسدا منهم طلبوا من المتوكل أن يبين العلة في ذلك. قال جعفر بن رزق الله: قدم الي المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة فأراد أن يقيم عليه الحد، فأسلم.

فقال يحيي بن أكثم: الايمان يمحو ما قبله، و قال بعضهم يضرب ثلاثه حدود، فكتب المتوكل الي علي بن محمد النقي يسأله، فلما قرأ الكتاب كتب: يضرب حتي يموت، فأنكر الفقهاء ذلك فكتب اليه يسأله عن العلة فقال: بسم الله الرحمن الرحيم فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا مشركين.... [9] .

8- و سعي به البطحائي الي المتوكل فقال: عنده سلاح و أموال، فتقدم المتوكل الي سعيد الحاجب أن يهجم ليلا عليه، و يأخذ ما يجد عنده من الأموال و السلاح يحمل اليه.... [10] .

9- و حسده بعض المخالفين و استهان به في دار المتوكل فدعا عليه الامام، لما كان كاذبا في دعواه فوقع الرجل ميتا. كما روي المسعودي في اثبات الوصية: أنه دخل دار المتوكل، فقام يصلي فأتاه بعض المخالفين فوقف حياله فقال له: الي كم هذا الرياء؟

فأسرع الصلاة و سلم، ثم التفت اليه فقال: ان كنت كاذبا نسخك الله.

فوقع الرجل ميتا فصار حدثيا في الدار. [11] .



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] عيون المعجزات، ص 131.

[2] اعلام الوري، ص 365.

[3] اعلام الوري، ص 348.

[4] نفس المصدر، ص 348.

[5] اعلام الوري، ص 343.

[6] اعلام الوري، ص 343.

[7] مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 403.

[8] بحار الأنوار، ج 50، ص 128.

[9] نفس المصدر، ص 172.

[10] الارشاد، ص 309.

[11] اثبات الوصية، ص 230.