بازگشت

جواب المسائل الصعبة


و قال المتوكل لابن السكيت سل ابن الرضا مسألة عوصاء بحضرتي، فقال: لم بعث الله موسي بالعصا و بعث عيسي عليه السلام بابراء الأكمه و الأبرص و احياء الموتي و بعث محمد بالقرآن و السيف؟

فقال أبوالحسن عليه السلام، بعث الله موسي عليه السلام بالعصا واليد البيضاء في زمان الغالب علي أهله السحر، فأتاهم من ذلك ما قهر، سحرهم و بهرهم، و أثبت الحجة عليهم، و بعث عليه السلام بابراء الأكمه و الأبرص و احياء الموتي باذن الله في زمان الغالب علي أهله الطب، فأتاهم من ابراء الأكمه و الأبرص و احياء الموتي باذن الله فقهرهم و بهرهم. و بعث محمد بالقرآن و السيف في زمان الغالب علي أهله السيف الشعر، فأتاهم من القرآن و السيف ما بهر به شعرهم و بهر سيفهم و أثبت الحجة به عليهم.

فقال ابن السكيت: فما الحجة الآن؟

قال: العقل يعرف به الكاذب علي الله فيكذب.



[ صفحه 102]



فقال يحيي بن اكثم: ما لابن السكيت و مناظرته؟ و انما هو صاحب نحو و شعر و لغة. و رفع قرطاسا فيه مسائل، فأملا علي بن محمد عليه السلام علي ابن السكيت جوابها و أمره أن يكتب:

سألت عن قول الله تعالي قال: «الذي عنده علم من الكتاب» فهو آصف بن برخيالم يعجز سليمان عن معرفة ما عرف آصف، و لكنه أحب أن يعرف امته من الجن الانس أنه الحجة من بعده، و ذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ففهمه ذلك، لئلا يختلف في امامته و ولايته من بعده، و لتأكيد الحجة علي الخلق.

و أما سجود يعقوب لولده، فان السجود لم يكن ليوسف و انما كان ذلك من يعقوب و ولده طاعة لله تعالي و تحية ليوسف عليهماالسلام، كما أن السجود من الملائكة لم يكن لآدم عليه السلام.

فسجود يعقوب و ولده و يوسف معهم شكرا لله تعالي باجتماع الشمل ألم تر أنه يقول في شكره في ذلك الوقت: رب قد آتيتني من الملك. [1] .

و أما قوله: فأن كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤن الكتاب، [2] فان المخاطب بذلك رسول الله صلي اله عليه و آله و لم يكن في شك مما أنزل الله اليه، و لكن قالت الجهلة: كيف لم يبعث الله نبيا من الملائكة و لم يفرق بينه و بين الناس في الاستغناء عن المأكل و المشرب في الأسواق، فأوحي الله الي نبيه صلي الله عليه و آله. فاسأل الذين يقرؤن الكتاب [3] بمحضر من الجهلة هل بعث الله نبيا قبلك الا و هو يأكل الطعام و يشرب الشراب و لك بهم اسوة يا محمد.

و انما قال: فان كنت في شك و لم يكن للنصفة كما قال: تعالوا ندع أبناءنا



[ صفحه 103]



و أبناءكم [4] و لو قال نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا بجيبوا الي المباهلة، و قد علم الله أن نبيه مؤد عنه رسالته و ما هو من الكاذبين و كذلك عرف النبي صلي الله عليه و آله بأنه صادق فيما يقول و لكن أحب أن ينصف من نفسه.

و أما قوله: و لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام [5] فهو كذلك لو أن أشجار الدنيا أقلام و البحر مداد يمد سبعة أبحر حتي انفجرت الأرض عيونا كما انفجرت في الطوفان، ما نفذت كلمات الله و هي عين الكبريت و عين اليمن و عين برهوت و عين طبرية و حمة ما سيدان تدعي لسان و حمة افريقية تدعي بسيلان، و عين با حوران، و نحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا و لا تستقضي.

و أما الجنة ففيها من المأكل و المشارب و الملاهي و ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين أباح الله ذلك لآدم و الشجرة التي نهي الله آدم عنها و زوجته أن لا يأكلا منها شجرة الحسد، عهد الله اليهما أن لا ينظر الي من فضل الله عليهما و علي خلائقه بعين الحسد، فنسي و لم نجد له عزما [6] .

و أما قوله أو يزوجهم ذكرانا و اناثا [7] ، فان الله تعالي زوج الذكران المطيعين و معاذ الله أن يكون الجليل العظيم عني ما لبست علي نفسك بطلب الرخص لارتكاب المحارم و من يفعل ذلك يلق اثاما، يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا ان لم يتب.

فأما شهادة امرأة وحدها التي جازت فهي القابلة جازت شهادتها مع الرضا، فان لم يكن رضا فلا أقل من امرأتين تقوم المرأتان بدل الرجل للضرورة، لأن



[ صفحه 104]



الرجل لا يمكنه أن يقوم مقامها، فان كان وحدها قبل قولها مع يمينها.

و أما قول علي عليه السلام في الخنثي فهو كمال قال: يرث من المبال و ينظر اليه قوم عدول يأخذ كل واحد منهم مرءاتا و تقوم الخنثي خلفهم عريانه و ينظرون الي المرآة الشئ و يحكمون عليه.

و أما الرجل الناظر الي الراعي و قد نزا علي شاة، فان عرفها ذبحها و أحرقها و ان لم يعرفها قسمها الامام الي نصفين و ساهم بينهما، فان وقع السهم علي أحد القسمين فقد انقسم النصف الآخر ثم يفرق الذي وقع عليه، اليهم السهم نصفين فيقرع بينهما، فلا يزال كذلك حتي يبقي اثنان فيقرع بينهما فأيهما وقع السهم عليها ذبحت و أحرقت، و قد نجي سائرها و سهم الامام سهم الله لا يخيب.

و أما صلاة الفجر و الجهر فيها بالقراءة لأن النبي كان يغلس بها فقراءتها من الليل.

و أما قول أميرالمؤمنين: بشر قاتل ابن صفية بالنار لقول رسول الله و كان ممن خرج يوم النهروان فلم يقتله أميرالمؤمنين عليه السلام بالبصرة لأنه علم أنه يقتل في فتنه النهروان.

و أما قولك: ان عليا قاتل أهل صفين مقبلين و مدبرين و أجهز علي جريحهم و أنه يوم الجمل لم يتبع موليا و لم يجهز علي جريحهم و كل من ألقي سيفه و سلاحه آمنه، فان أهل الجمل قتل امامهم و لم يكن لهم فئة يرجعون اليها و انما رجع القوم الي منازلهم غير محاربين و لا محتالين و لا متجسسين و لا مبارزين، فقد رضوا بالكف عنهم، فكان الحكم فيه رفع السيف و الكف عنهم اذ لم يطلبوا عليه أعوانا.

و أهل صفين يرجعون الي فئة مستعدة و امام منتصب، يجمع لهم السلاح من الرماح و الدروع و السيوف، و يستعد لهم يسني لهم العطاء و يهيئ لهم الأموال و يعقب مريضهم و يجبر كسيرهم و يداوي جريحهم و يحمل راجلهم و يكسوا



[ صفحه 105]



حاسرهم، و يردهم فيرجعون الي محاربتهم و قتالهم.

فان الحكم في أهل البصرة الكف عنهم، لما ألقوا أسلحتهم، اذ لم تكن لهم فئه يرجعون اليها، و الحكم في أهل صفين أن يتبع مدبرهم، و يجهز علي جريحهم فلا يساوي بين الفريقين في الحكم. و لو لا أميرالمؤمنين عليه السلام و حكمه في أهل صفين و الجمل، لما عرف الحكم في عصاة أهل التوحيد، فمن أبي ذلك عرض علي السيف، و أما الرجل الذي أقر باللواط فانه أقر بذلك متبرعا من نفسه و لم تقم عليه بينه و لا أخذه سلطان و اذا كان للامام الذي من الله أن يعاقب في الله، فله أن يعفو في الله، أما سمعت الله يقول لسليمان، هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب، [8] فبدأ بالمن قبل المنع. فلما قرآه ابن أكثم قال للمتوكل: ما نحب ان تسأل هذا الرجل عن شئ بعد مسائلي فانه لا يرد عليه شئ بعدها الا دونه، و في ظهور علمه تقوية للرافضة. [9] .


پاورقي

[1] سورة يوسف، الاية 101.

[2] سورة يونس، الاية 94.

[3] سورة يونس، الاية 94.

[4] سورة آل عمران، الاية 61.

[5] سورة لقمان، الاية 27.

[6] سورة طه، الاية 115.

[7] سورة الشوري، الاية 50.

[8] سورة ص، الاية 39.

[9] بحارالأنوار، ج 50، ص 164، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 403.