بازگشت

حكم الامام في نصراني فجر بامرأة مسلمة


و اشكل الأمر أيضا علي الفقهاء الذين كانوا في بطانة المتوكل علي رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة ثم و لما أرادوا عليه الحد أسلم. و أفتي كل منهم بحسب نظره فلم يقتنع المتوكل فكتب الي الامام الهادي يسأله عن حكمه.

روي ابن شهر اشوب عن جعفر بن رزق الله قال: قدم الي المتوكل رجل نصراني فجر بأمراة مسلمة فأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم.

فقال يحيي بن أكثم: الايمان يمحو ما قبله و قال بعضهم: يضرب ثلاثة حدود، كتب المتوكل الي علي بن محمد النقي عليه السلام، يسأله.

فلما قرء الكتاب، كتب: يضرب حتي يموت فأنكر الفقهاء ذلك فكتب اليه



[ صفحه 108]



يسأله عن العلة؟

فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين. [1] قال: فأمر به المتوكل فضرب به حتي مات. [2] .

و يفهم من رواية الكافي ان المتوكل كان يثقل عليه جواب الامام الهادي عليه السلام.

فروي عن علي بن ابراهيم، عن أبيه عن بعض أصحابه ذكره، قال: لما سم المتوكل نذر ان عوفي أن يتصدق بمال كثير، فلما عوفي سأل الفقهاء عن حد المال الكثير، فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: مائه ألف و قال بعضهم عشرة الآف، فقالوا فيه أقاويل مختلفه، فاشتبه عليه الأمر، فقال رجل من ندمائه يقال له: صفعان الأ تبعث الي هذا الأسود فتسأل عنه.

فقال له المتوكل: من تعني ويحك؟

فقال له: ابن الرضا.

فقال له: و هو يحسن من هذا شيئا؟

فقال: ان أخرجك من هذا فلي عليك كذا و كذا، و الا فاضربني مائة مقرعة.

فقال المتوكل: قد رضيت يا جعفر بن محمود! صر اليه و سله عن حد المال الكثير. فسار جعفر بن محمود الي أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام فسأله عن حد المال الكثير فقال: الكثير: ثمانون.

فقال له جعفر: يا سيدي انه يسألني عن العلة فيه.

فقال له أبوالحسن عليه السلام ان الله عزوجل يقول: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة. فعددنا تلك المواطن فكانت ثمانين. [3] .



[ صفحه 109]




پاورقي

[1] سورة الغافر، الاية 84.

[2] مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 406، الاحتجاج، ج 2، ص 258، الكافي، ج 7، ص 238.

[3] الكافي، ج 7، ص 463.