بازگشت

كتاب الامام الهادي و جواب المتوكل


قال المفيد: و كان سبب شخوص أبي الحسن عليه السلام من المدينة الي سر من رأي، أن عبدالله بن محمد كان يتولي الحرب و الصلاة بمدينة الرسول صلي الله عليه و آله، فسعي بأبي الحسن الي المتوكل و كان يقصده بالأذي و بلغ أباالحسن عليه السلام سعايته به فكتب الي المتوكل يذكر تحامل عبدالله بن محمد عليه و كذبه فيما سعي به، فتقدم المتوكل باجابته عن كتابه و دعائه فيه الي حضور العسكر علي جميل



[ صفحه 132]



من الفعل و القول، فخرجت نسخة الكتاب و هي: بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد فان أميرالمؤمنين عارف بقدرك، راع لقرابتك، موجب لحقك، مقدر من الامور فيك و في أهل بيتك ما يصلح الله به حالك و حالهم، و يثبت به عزك و عزهم و يدخل الأمن عليك و عليهم، يبتغي بذلك رضي به و اداء ما افترض عليك فيك و فيهم، و قد رأي أميرالمؤمنين صرف عبدالله بن محمد عما كان يتولاه من الحرب و الصلاة بمدينة الرسول صلي الله عليه و آله، اذا كان علي ما ذكرت من جهالته بحقك، و استخفافه بقدرك، و عند ما قرفك به، و نسبك اليه من الأمر الذي قد علم أميرالمؤمنين براءتك منه و صدق نيتك في برك و قولك و انك لم تؤهل نفسك لما فرقت بطلبه و قد ولي أميرالمؤمنين ما كان يلي ذلك، محمد بن الفضل، و أمره باكرامك و تبجيلك، الانتهاء الي أمرك و رأيك و التقرب الي الله و الي أميرالمؤمنين بذلك أميرالمؤمنين مشتاق اليك يحب احداث العهد بك و النظر اليك، فان نشطت لزيارته و المقام قبله ما أحببت شخصت و من اخترت من أهل بيتك و مواليك و حشمك علي مهلة و طمانينه، ترحل اذا شئت و تنزل اذا شئت و تسير كيف شئت و ان أحببت أن يكون يحيي بن هرثمة مولي أميرالمؤمنين و من معه من الجند يرحلون برحلك و يسيرون بسيرك، فالأمر في ذلك اليك و قد تقد منا اليك بطاعتك، فاستخر الله حتي توافي أميرالمؤمنين، فما أحد من اخوانه و ولده و أهل بيته و خاصته، ألطف منه منزلة و لا أحمد له اثرة و لا هو لهم أنظر و لا عليهم أشفق و بهم أبر و اليهم أسكن منه اليك و السلام عليك و رحمة الله و بركاته. [1] .


پاورقي

[1] دلائل الامامه، ص 313، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 417.