بازگشت

الدعاء لأصحابه و لشيعته


طلب من الامام الهادي كثير من شيعته و مواليه حضورا و غيابا بالدعاء لهم. و اليك الكتب و من كتبها و من طلب منه مشافهة، بالدعاء له كالدعاء لابن نوح يحيي بن زكريا و لابن الحجال و غيرهم.

1. قال المجلسي: حدث جماعة من أهل اصفهان منهم أبوالعباس أحمد بن النضر و أبوجعفر محمد بن علويه قالوا: كان باصفهان رجل يقال له عبدالرحمن و كان شيعيا قيل له ما السبب الذي أوجب عليك القول بامامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان؟

قال: شاهدت ما أوجب علي و علي ذلك، أني كنت رجلا فقيرا و كان لي لسان و جرأة، فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين الي باب المتوكل متظلمين، فكنا بباب المتوكل يوما اذ خرج الأمر باحضار علي بن محمد بن الرضا عليه السلام، فقلت لبعض من حضر من هذا الرجل الذي قد امر باحضاره؟

فقيل هذا رجل علوي تقول الرافضة بامامته.



[ صفحه 217]



ثم قال: و يقدر أن المتوكل يحضره للقتل، فقلت لا أبرح من هاهنا حتي أنظر الي هذا الرجل، أي رجل هو؟

قال: فأقبل راكبا علي فرس و قد قام الناس يمنة الطريق و يسرها صفين ينظرون اليه، فلما رأيته وقع حبه في قلبي، فجعلت أدعو في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل، فأقبل يسير بين الناس و هو ينظر الي عرف دابته لا ينظر يمنته و لا يسرة أنا دائم الدعاء، فلما صار الي أقبل بوجهه الي و قال: استجاب الله دعاءك و طول عمرك و كثر مالك و ولدك.

قال: فارتعدت و وقعت بين أصحابي، فسألوني و هم يقولون: ما شأنك؟

فقلت خير. و لم أخبر بذلك، فانصرفنا بعد ذلك الي أصفهان، ففتح الله علي وجوها من المال حتي أنا اليوم أغلق بابي علي ما قيمته ألف ألف درهم، سوي مالي خارج داري، و رزقت عشرة من الأولاد، و قد بلغت الآن من عمري نيفا و سبعين سنة و أنا أقول بامامة الرجل الذي علم ما في قلبي و استجاب الله دعاءه في. [1] .

2. روي أبوهاشم الجعفري أنه ظهر برجل من أهل سر من رأي برص، فتنغص عليه عيشه فجلس يوما الي أبي علي الفهري فشكا اليه حاله، فقال له: لو تعرضت يوما لأبي الحسن علي بن محمد بن الرضا عليه السلام فسألته أن يدعو لك لرجوت أن يزول عنك.

فجلس له يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكل فلما رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك فقال: تنح عافاك الله و أشار اليه بيده تنح عافاك الله ثلاث مرات فأبعد الرجل و لم يجسر أن يدنو منه و انصرف، فلقي الفهري فعرفه الحال و ما قال،



[ صفحه 218]



فقال: قد دعا لك قبل أن تسأل فامضي فانك ستعافي، فانصرف الرجل الي بيته فبات تلك الليلة، فلما أصبح لم ير علي بدنه شيئا من ذلك. [2] .

3. و عن أيوب بن نوح قال: كتبت الي أبي الحسن عليه السلام ان لي حملا فادع الله أن يرزقني ابنا، فكتب الي اذا ولد فسمه محمدا، قال: فولد ابن لي فسميته محمدا. [3] .

4. قال: و كان ليحيي بن زكريا حمل فكتب اليه أن لي حملا فادع الله أن يرزقني ابنا فكتب اليه رب ابنة خير من ابن، فولدت له ابنته. [4] .

5. و عن علي بن محمد الحجال، قال: كتبت الي أبي الحسن أنا في خدمتك أصابني علة في رجلي لا أقدر علي النهوض و القيام بما يجب، فان رأيت أن تدعو الله أن يكشف علتي و يعينني علي القيام بما يجب علي و أداء الأمانة في ذلك و يجعلني من تقصيري من غير تعمد مني و تضيع مالا أتعمده من نسيان يصيبني في حل و يوسع علي و تدعو لي بالثبات علي دينه الذي ارتضاه لنبيه عليه السلام.

فوقع: كشف الله عنك و عن أبيك.

قال: و كان بأبي علة و لم اكتب فيها فدعا له ابتداء. [5] .

6. قال الطبري في دلائل الامامة: و قال أحمد بن علي دعانا عيسي بن الحسن أنا و أباعلي و كان أعرج فقال: أدخلني ابن عمي أحمد بن اسحاق علي أبي الحسن، فرأيته و كلمه بكلام لم أفهمه ثم قال له: جعلني: الله فداك هذا ابن عمي عيسي بن الحسن و به بياض في ذراعه قدسي به فقال لي: تقدم يا عيسي فتقدمت، فقال: أخرج ذراعك فأخرجتها فمسح عليها و تكلم بكلام خفي قال في



[ صفحه 219]



آخره ثلاث مرات بسم الله الرحمن الرحيم، و التفت الي أحمد بن اسحاق فقال له: كان علي بن موسي الرضا يقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب الي الاسم الأعظم من بياض العين الي سوادها، ثم قال يا عيسي أدخل يدك في كمك و أخرجها فأدخلتها أخرجتها فاذا ليس في ذراعي قليل و لا كثير من ذلك البياض بحمد الله منه. [6] .

7. و في اثبات الهداة عن الفحام عن المنصوري عن عم أبيه و عن عمه عن كافور الخادم قال: كان في الموضع مجاور الامام صنوف من الناس من أهل الصنايع و كان الموضع كالقرية، و كان يونس النقاش يغشي سيدنا الامام و يخدمه، فجاءه يوما يرعد، فقال له يا سيدي أوصيك بأهلي خيرا؟

قال: ما الخبر؟ قال: عزمت علي الرحيل،

قال: و لم يا يونس؟ - و هو يتبسم عليه السلام -.

قال يونس: ابن بغا وجه الي بفص ليس له قيمه، أقبلت أنقشه فكسرته باثنين و موعده غدا و هو موسي بن بغا! أما ألف سوط أو القتل.

فقال امض الي منزلك الي غد، فرج فما يكون الا خيرا. فلما كان من الغد وافي بكرة يرعد فقال قد جاء الرسول يلتمس الفص، فقال امض اليه فما تري الا خيرا.

فقلت: ما أقول له يا سيدي؟

قال: فتبسم و قال امض اليه و اسمع ما يخبرك به فلن يكون الا خيرا.

قال: فمضي و عاد يضحك قال قال لي: يا سيدي الجواري يختصمن فيمكنك أن تجعله فصين حتي بنغنيك؟

فقال سيدنا الامام: اللهم لك الحمد اذ جعلتنا ممن يحمدك حقا، فأي شيي ء قلت له؟



[ صفحه 220]



قال: قلت أمهلني حتي أتأمل أمره كيف أعمله.

فقال: أصبت. [7] .

8. روي أن أباهاشم الجعفري كان منقطعا الي أبي الحسن عليه السلام بعد أبيه أبي جعفر و جده الرضا عليهم السلام، فشكي الي أبي الحسن عليه السلام ما يلقي من الشوق اليه اذا انحدر من عنده الي بغداد، ثم قال له: يا سيدي ادع الله لي فربما لم أستطع ركوب الماء خوف الاصعاد و البط عنك، فسرت اليك علي الظهر، و مالي مركوب سوي برذوني هذه علي ضعفها فادع الله أن يقويني علي زيارتك.

فقال: قواك الله يا أباهاشم، و قوي برذونك.

قال الراوي: و كان أبوهاشم يصلي الفجر ببغداد، و يسير علي ذلك البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سر من رأي و يعود من يومه الي بغداد اذا شاء علي تلك البرذون بعينه. فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت. [8] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار، ج 50، ص 141.

[2] نفس المصدر، ص 145.

[3] نفس المصدر: ص 177.

[4] نفس المصدر.

[5] كشف الغمه، ج 3، ص 251.

[6] دلائل الامامة، ص 222.

[7] اثبات الهداة، ج 3، ص 367.

[8] الخرائج و الجرائح، ج 2، ص 672، اثبات الوصية، ص 230، مدينة المعاجز، ص 544، ص 35.